الإسلام بين سندان النصارى ومطرقة اليهود

منذ 2010-11-27

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}


الخبر: قال مسئول بارز في الفاتيكان إن على المسيحيين في أوروبا إنجاب عدد أكبر من الأطفال وإلا واجهوا احتمال أن تصبح قارة أوروبا مسلمة.


التعليق:
حرب شاملة ومسعورة يتعرض لها الإسلام والمسلمين من جانب اليهود والنصارى في جميع أنحاء العالم، تصاعدت وتيرتها المبغضة مع تهديدات وإقدام عدد من القساوسة الأمريكيين وأتباعهم من الحمقى والغوغاء بحرق نسخ من المصحف الشريف انتقاماً - على حد زعمهم - من المسلمين على أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي يحيي الأمريكيون ذكراها التاسعة في هذه الأيام. فحملات العداء والكراهية المتواصلة من جانب النصارى واليهود ضد المسلمين الذين يمثلون ربع سكان العالم، اشتدت وطأتها وحدتها سواء في الإعلام الغربي أو - للأسف - في إعلامنا العربي، الذي يروج عن غير قصد لمصطلح "الإسلامفوبيا" أو الخوف من الإسلام والذي ظهر على الساحة الدولية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكأن دين إبراهيم الحنيف عليه السلام، والذي حمل لواءه للبشرية خير الأنام "محمد بن عبد الله" - عليه أفضل الصلاة والسلام - بات شبحاً مرعباً للغرب كافة، وأضحى بمثابة فزَّاعة مرسومة على جبين كل مسلم. والبراهين على تلك الحرب الشعواء كثيرة، تمثلت في حرب اليهود والنصارى ضد أهم رموز الإسلام، من بينها الحرب ضد النقاب، وبناء المساجد في أوروبا، واضطهاد كل مسلم يعيش في بلاد الغرب.


فاليهود والنصارى الذين يمارسون حالياً أبشع حملات التزييف والتشويه للإسلام يدركون جيداً سماحة الإسلام وقدرته على استيعاب الآخر واحتوائه له، وقدرته على التكيف مع كل الظروف لأنه دين الصدق والأمانة، وأن مخاوفهم ترتكز فقط على أن تعود لأنصاره صحوتهم، وأن يستفيقوا من غفلتهم، لذا لا ينفكون عن الترويج للمزاعم الكاذبة ضدهم، وتخويف العالم منهم، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الصين.

ولعل تطاولات وتجاوزات النصارى الأخيرة ضد الإسلام ورموزه بداية من الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومروراً بفيلم المخرج الهولندي المعتوه وانتهاء بحرق القساوسة الأمريكيين لنسخ من القرآن الكريم، هدفها ليس فقط الإساءة للإسلام والمسلمين، بل هدفها في المقام الأول هو استفزازهم وتحريض العالم ضدهم، نظراً لانتشار الإسلام في أرجاء واسعة من المعمورة، وتعاظم نسلهم في الدول الأوربية بشكل أعتبروه أخطر تهديد على وجودهم، ويبرهن ذلك تحذيرات قساوسة إيطاليا من تعاظم أعداد المسلمين في القارة الأوربية، وخشيتهم من أن تتحول مع مرور الأيام إلى قارة إسلامية، بدلا من أن تكون قارة مسيحية، محذرين من عودة الخلافة الأندلسية الإسلامية لأوروبا مرة أخرى. ويسهم اليهود من جانبهم بدور كبير في تلك الحملة للتحريض ضد الإسلام فيما يعرف بالإسلامفوبيا، بالشكل الذي يخدم في نهاية المطاف مصالح الكيان الصهيوني ومخططاته ضد العرب.

وفي مقابل القيود والمحظورات التي تفرض على حرية المسلمين في الغرب، بأشكالها المختلفة سواء حظر ارتداء النقاب أو حظر بناء المساجد، وتقييد حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، يحظى اليهود والنصارى في بلاد المسلمين بممارسة كامل حريتهم الدينية دون حكر أو رقابة، بل وتجاوزوا في حدود حريتهم بالقيام بعمليات التهويد والتنصير المختلفة في شتى الدول الإسلامية. ففي فلسطين يمارس اليهود التهويد العلني للمقدسات الإسلامية، بل وقد تجاوزت الأمور لحد القيام بعمليات تهويد خفي للفلسطينيين المسلمين، مستغلين أوضاعهم المالية والاقتصادية الصعبة. وفي دول إسلامية أخرى مثل مصر والسودان وبلاد المغرب العربي يمارس النصارى صور مختلفة للتنصير العلني والسري دون أن يتعرضوا لاضطهاد أو ظلم.


فالمسلمون حالياً أحوج ما يكونوا لتبني إستراتيجية جديدة للخروج من بين سندان النصارى ومطرقة اليهود:

- استراتيجة موحدة تحقق لهم الإكتفاء الذاتي إقتصادياً، عسكرياً، مالياً وتجارياً، وفي كافة المجالات الحيوية الأخرى التي يستطيعون من خلالها تشكيل تكتلات إسلامية ضخمة قادرة على مجابهة الغطرسة والوقاحة التي يمارسها اليهود والنصارى، واستفزازاتهم اليومية ضد المسملين.

- استراتيجة تكون كفيلة لوأد مخططاتهم للنيل من الإسلام ورموزه.

- استراتيجية يستطيع المسلمون من خلالها استعادة مجدهم وتفوقهم ليصبحوا من جديد نوراً يهدى به الكافرين.

- استراتيجية جديدة يستطيعون بها بناء قوتهم العسكرية التي تكفل لهم القدرة لتحرير المقدسات والبلاد الإسلامية من دنس النصارى ونجاسة اليهود.


ويلخص الحق عز وجل حديثنا السابق في قوله تعالى { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [سورة البقرة:120] .


الاثنين 13 سبتمبر 2010 م

د. سـامـح عبـاس
[email protected]
 

المصدر: د. سـامـح عبـاس
  • 2
  • 1
  • 5,803

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً