الخالة خديجة
أمس، وفي سوق شعبيّ.. حيث الزحام. الباعة ينادون على سلعهم، والمارّة يقفون هنا، ويتسكّعون هناك، يشترون، ويحملون، ويماكسون الباعة.. والباعة يحلفون صادقين وكاذبين.. الأغاني الشعبية تصمّ أذنك..
الحمد لله وحده.
الخالة (خديجة)..
أمس، وفي سوق شعبيّ.. حيث الزحام.
الباعة ينادون على سلعهم، والمارّة يقفون هنا، ويتسكّعون هناك، يشترون، ويحملون، ويماكسون الباعة.. والباعة يحلفون صادقين وكاذبين..
الأغاني الشعبية تصمّ أذنك..
جلسَت الخالة (خديجة) في زحام الصَّخب والنّاس، اتّخذت جانبًا، وجلسَتْ تقرأ القرآن.
تألّمتُ، لا تسألني لماذا.. أنت تدري!
سمحتُ لنفسي بصورة خاطفة، تلك موعظة ربّما أنظر إليها يومًا من الدّهر وأنا متقلّب في نعم الله؛ فأنتبه.. ربّما!
اقتربت من الخالة خديجة..
عرفتُ أنها من قرية في نواحي (بركة السّبع)، وتأتي هنا لبعض أقربائها أحياناً، مريضة .. حصوات المرارة، لكن (الدكتور) قال لها لن يحتمل بدنك تلك العمليّة، فاحملي الحصوات.. وعيشي!
** قالت: أبيع النعناع.. لكن (النوبة دي)، لم أجد النعناع فجلستُ، معي مصحفي، كافية خيري شرّي..
هكذا قالت!
فغرسَت فيّ سكّينًا!
أيا خالة! ليتنا نمسك بمصاحفنا في دفء البيوت، وفتوّة الصحّة، وملء البطن..
وسعة الفراغ !!
أيا خالة!
قد علمتُ أنّ يوم القيامة تهتك الأسرار، يوم نعرض فلا تخفى من أحدٍ خافية.
** وعظَتْني.. ولم أطلب منها، فقد كفاني ما رأيتُ.
كلّمتني عن الرّزق!!
أخبرتني عن (الله) الذي يغضب على الذين ينشغلون بالرّزق عن طاعته!
حكَت لي قصّة لتعظني بهذا.. لكنّني لم أكن هناك!
أيا خالة.. سامحك الله!
** أيا خالتي (خديجة) هل أسمع آية من حيث توقّفتِ في القراءة؟!
دعيني أسجّل يا خالة !
** قالت: من أين أقرأ؟
قلتُ: من حيث توقّفتِ، آية واحدة..
** فقرأَتْ:
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد:20].
نعم، تتَعتعَتْ.. وما ضرّها..
لكنّها والله لم تدر أنّها غرسَتْ ألفَ سكّين!
اقرؤوا القرآن.. فغدًا القريب: يفجؤكم السّابقون.. المقرّبون.
- التصنيف:
- المصدر: