الدعوة إلى الفحشاء بقصد التحذير منها
حرم الله تعالى على عباده الوقوع في الفحشاء من القول والعمل، ونهاهم عن انتهاك حمى النواهي، بل إن النهي كان أبعد نظرةً وأوسع نجعةً من مواقعة الفاحشة؛ فقد نهى الله ُتعالى عباده عن مقاربتها سدًا لذريعة مواقعتها {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء:32].
فقد حرم الله تعالى على عباده الوقوع في الفحشاء من القول والعمل، ونهاهم عن انتهاك حمى النواهي، بل إن النهي كان أبعد نظرةً وأوسع نجعةً من مواقعة الفاحشة؛ فقد نهى الله ُتعالى عباده عن مقاربتها سدًا لذريعة مواقعتها
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء:32].
ولقد لاحظت بعض المقالات الداعية للفحشاء باسم النهي عنها والتحذير منها، حيث يكتب كثير من الغيورين قصصًا لفتيات، أو شباب تورطوا بمعاصٍ، أو فواحش بسبب، أو آخر ، كما قد يفصل بعضهم بذكر أحداث المواقعة، وربما توضيح المكان، وطريقة الحصول عليها!!
وهذه الطريقة ليست شرعية البتة.. فالفواحش ليست وليدة الدهر، أو حديثة العصر، بل الفواحش والمنكرات موجودة في كل زمان وبلاد ومجتمع، ومع ذلك لم تأت آية، أو يرد حديث، أو ينقل عن السلف ذكر قصة فاحشة بهذه الطريقة - فيما أعلم - لتحذير الناس من شرها، أو لتبيين جرمها...
هذا.. وإني أخشى أن تكون هذه القصص والأخبار داعية إلى الفاحشة، ودالة على طرق لمن يخفى عليه بعض أساليبها وأماكنها، علاوة على عدم وجود نفع من جراء طرحها، فالذي يريد وعظ الناس وتحذيرهم يكفيه تبيينُ الخطر وسرد الأدلة مع شرحِ معانيها وتوضيحِ مقاصدِها، ووعظُ الناس وزجرُهم بالكتاب والسنة.
كل هذا مع عدم ثبوت أكثر هذه القصص، حيث يجب التثبت في النقل كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع» [صحيح ابن حبان:30]
فآمل من الإخوة والأخوات اتقاءَ الوقوع في هذه الفعلة التي بدأت تنتشر بين الناس، كما آمل نقل هذه الفكرة لمن ينتفع بها
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لاتباع الحق واجتناب الباطل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..
- التصنيف:
- المصدر: