ما سبب اقتتال حركات إسلامية وثورية في سوريا الآن؟!
فاتقوا الله فإما أن تتخلقوا بخلق الاسلام فى الخلاف وإما تعتزلوا الخلافات والسجالات
تكثر الكتابات الآن حول ما يحدث في سوريا من تقاتل بين فصائل كلها تدعي الجهاد فى سبيل الله (أي لتكون كلمة الله هي العليا) ورأيت المختلفين أو المنتمين لكل طرف من الأطراف يتشاتمون ويسب كل منهم مخالفه فعلقت على بعضهم بالتالي وهو تأصيل شرعي وتحليل شرعي لما يحدث:
ادخال السب والشتم عند نقاش خلافتنا التي هي فقهية وسياسية بالأساس خطأ ودوافع هذا الخطأ هي نفسها ما تدفع البعض للتقاتل بالسلاح وسفك الدماء بسبب هذه الخلافات التي فى الأصل هي خلافات طبيعية بسبب تفاوت وتنوع عقول البشر وأفهامهم ومستويات ومجالات علمهم .. فاتقوا الله فإما أن تتخلقوا بخلق الاسلام فى الخلاف وإما تعتزلوا الخلافات والسجالات والنقاش لقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظة» واختلف الصحابة بالطريق هل نصلي العصر قبل أن تدخل المغرب أم نظل سائرين حتى نصلي العصر في بني قريظة مع المغرب عملا بمنطوق وظاهر كلام النبي صلى الله عليه و سلم ؟؟ البعض صلى العصر في الطريق والبعض صلى الله عليه وآله وسلم يصل وانتظر حتى صلى العصر مع المغرب في بني قريظة ولكن لاحظوا التالي:
-من أخر الصلاة لم يكفر من صلوا رغم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظة» .. فها هو ربط الأمر بالإيمان لكن من خالفهم من الصحابة لم يكفرهم.
-لم يرفعوا السلاح بعضهم على بعض عندما توقف هؤلاء ليصلوا وانطلق الآخرون نحو بني قريظة بلا صلاة ولا حتى تشاتموا ولا تناحروا بل كل سار في مساره.
-عندما رجعوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل صلى الله عليه وآله وسلم بخطأ أى من الفريقين بل سكت وسكوته صلى الله عليه وآله وسلم إقرار لما حدث وإقراره صلى الله عليه وآله وسلم هو تشريع..
فلماذا الآن ندعى رفعنا راية الإسلام والتأسى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته ثم نتشاتم ونتقاتل بالسلاح ونسفك دماء بعضنا بعض؟؟!!
لو كان الصحابة وقتها مثلنا لما فتحوا بني قريظة ولما صلوا العصر إذ كانوا فور الخلاف على موعد الصلاة ومكانه كانوا سيتشاتمون ويكفر بعضهم بعضاً ثم يرفعون السلاح ويسفكون دماء بعضهم البعض ومعهم الدليل الشرعي (في وهم متوهمي هذا السلوك الخاطئ أنه حق) لقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا فى بنى قريظة» فربط الأمر بالإيمان فهذه عقيدة وكفر وإسلام... الخ هذا النمط من الشعارات التي تسفك بها دماء المسلمين وتتفرق الأمة وتندثر قواهم وتذهب ريحهم ويكفر بعضهم بعضًا.
قال تعالى {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ} [الأنفال 46] قال المفسرون: ريحكم أي دولتكم.
- التصنيف: