سعوديات على خطى التغريب

منذ 2011-01-01

لا شك أن السنن لا تتغير و إن تغيرت الأماكن والأحداث، فمخططات الشيطان وأعوانه لا تتوقف و دوائر حقدهم متداخلة متشابكة لا تنقضي إلا بانقضاء الدنيا وفنائها...


تمهيد

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

لا شك أن السنن لا تتغير و إن تغيرت الأماكن والأحداث، فمخططات الشيطان وأعوانه لا تتوقف و دوائر حقدهم متداخلة متشابكة لا تنقضي إلا بانقضاء الدنيا وفنائها.
قال تعالى :{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ } [التوبة:10]

وقد حذر الله عز وجل عباده من تتبع خطوات الشيطان التي تتدرج بالعبد من مستوى المباحات، حتى تصل به إلى الكبائر والبدع، ومن ثم الكفر والعياذ بالله، إذا لم ينتبه المرء لتحذير الملك سبحانه وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور:21]

وقد ألف الشيطان الدخول للأمة من باب المرأة و فتنتها حتى يفسد على الأمة نواتها الأساسية التي تحتضن ركني الأمة على سواء. فالمرأة نصف المجتمع، ومنها يخرج النصف الآخر، وعلى يديها يتربى و يترعرع، فهي التي تمد النصف الآخر بالقيم والأخلاق وتمهد له التنشئة السليمة التي تؤثر على فطرته.

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة: « ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟» ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم { فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ } [الروم:30]

ولما انتبه أعداء الإسلام لدور المرأة، حاولوا أن يجعلوها رأس الحربة في هجومهم الدائم على الإسلام، وغزو مجتمعاته، في كل هجمة لهم على الإسلام، في كل بقعة وكل زمن، فكانت سنة مكررة من سنن أعداء الإسلام في حربهم على أهله، ولا تتحقق النجاة من هذه الفتنة إلا بالانتباه لهذا المخطط والاستماع للتحذير الإسلامي من فتنة المرأة والالتزام بتعاليم الشرع في كل ما يخصها.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء» متفق عليه

قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين:

قال المؤلف رحمه الله تعالى في نقله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء»، والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء، وذلك أن الناس كما قال الله تعالى { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ } [آل عمران:14] كل هذه مما زين للناس في دنياهم وصار سببا لفتنتهم فيها، لكن أشدها فتنة النساء، ولهذا بدأ الله بها فقال { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء، وأن يكون الناس منها على حذر، لأن الإنسان بشر إذا عرضت عليه الفتن فإنه يخشى عليه منها.
ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده، ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب فتغطي وجهها، وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال، لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين، من جانب الرجال ومن جانب النساء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها» أخرجه مسلم (440) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وما ذلك إلا من أجل بعد المرأة عن الرجال، فكلما بعدت فهو خير وأفضل .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، ولكنهن لا يختلطن مع الرجال، بل يكون لهن موضع خاص، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا يدل على أن النساء كن في مكان منعزل عن الرجال، وكان هذا والعصر عصر قوة في الدين وبعد عن الفواحش، فكيف بعصرنا هذا، فإن الواجب توقي فتنة النساء بكل ما يستطاع، ولا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهل الشر والفساد من المقلدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال، فإن ذلك من وحي الشيطان، والعياذ بالله، هو الذي يزين ذلك في قلوبهم، وإلا فلا شك أن الأمم التي كانت تقدم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر يتمنون الخلاص منه فلا يستطيعون، ولكن مع الأسف فإن بعض الناس منا ومن أبنائنا ومن أبناء جلدتنا يدعون إلى التحلل من مكارم الأخلاق، وإلى جلب الفتن إلى بلادنا عن طريق التوسع في خروج المرأة واختلاطها بالرجال، ومحاولة توظيفهن مع الرجال جنبا إلى جنب، نسأل الله تعالى أن يعصمنا والمسلمين من الشر والفتن إنه جواد كريم. ـ أ هـ من شرح العثيمين رحمه الله على رياض الصالحين.


* منتدى خديجة بنت خويلد (وخديجة منه براء) على خطى هدى شعراوي وصفية زغلول.


وبعد التمهيد السابق، فمثال حي على حرب أعوان الشيطان على أمة الإسلام، منتدى قامت به بعض النسوة في بلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية، كخطوة لتغريب المرأة السعودية المسلمة العفيفة المحافظة.
والمتأمل لهذا المؤتمر يجد فيه اجتماع نفس السنن التي سنها إبليس في مجتمعات كانت على نفس المستوى من المحافظة على الدين والعفاف، وجعل من أدواته نساء يدعين التحرر - وما تحررن إلا من تعاليم رب العالمين - ورجال يدعون الديانة والعلم وما هم إلا أدوات لتنفيذ الخطة، رضوا أم أبوا، سواء كانوا عالمين أم غافلين عن دورهم المرسوم.

والمحصلة واحدة: هي الدعوة لاختلاط النساء وسفورهن وتغيير أوضاعهن في المجتمع، وكأن المجتمع توقف على عمل المرأة في السوق أو المحلات العامة، وتوقف على ممارسة المرأة للرياضات الجماعية على المستوى العالمي أو المحلي، فلا يكون التحرر إلا بخلع المرأة لحيائها ولبسها لما يواري سوءتها بالكاد لتحصل على ميدالية في الجمباز أو السباحة أو حتى لعب الكرة لصاحبات النهود المتحركة.

نسوا أو تناسوا دور المرأة كمربية للأجيال، وكمعلمة للنساء في مدارسهن الخاصة غير المختلطة تحافظ على عقول بنات المسلمين وأفئدتهن، وكطبيبة واعية لأقسام النساء تحافظ على عورات المسلمين وصحة نسائهم، وكممرضة حانية في أقسام النساء ترفع أنين المريضات وتحنو عليهن، ولم يحرم الإسلام المرأة من العمل في ميادين أخرى، ولكن في حدوده الشرعية التي يجب ألا تمس، فخديجة كانت تاجرة يتاجر لها الرجال في مالها، فلم تخرج للتجارة بنفسها ولم تختلط بمن يتاجر في مالها، وإنما كان التعامل في أطر محددة فرضتها العادات العربية، ثم لما جاء الإسلام وضعها في إطارها الصحيح وحد لها الحدود وشرع لها السياج الآمن المحافظ على عفتها ونقائها بمبعد عن أي فتنة وشبهة، وعندما مارست المرأة تجارب الخوض في ميادين العمل المختلطة في مجتمعات أخرى تجرعت غصة التجربة ودفعت الثمن من شرفها وكرامتها وامتهان حقوقها وحريتها، فأصبحت سلعة رخيصة في أيدي ضعاف الأنفس، وما تقدمت المجتمعات كما يحب أن يوحي لنا بعض أتباع الشيطان بسبب خروج المرأة، ولكن المستقرئ للواقع يجد أن أصحاب الاختراعات والتقدم في شتى المجالات هم من الرجال، بينما دور المرأة الحقيقي والعبقري يكمن في إخراج هذا الرجل للمجتمع، وهنا مكمن عبقريتها في صناعة نصف المجتمع وفي تربية قادته وأجناده.


خطوات الشيطان وسنن الغواية


التجربة التي يراد للمرأة السعودية أن تخوضها اليوم هي نفس الخطوات التي خطها أولياء الشيطان للمرأة المصرية، فوقعت فريسة لمخططهم الخبيث، وها هي اليوم بعد قرن من الزمان بدأت تتعافى بفضل الله ورحمته من هذا المخطط، لتعود لرشدها وتعي خبث المراد بها، وتعرف من الأولى بالاقتداء، خديجة أم أم جميل.

 

يا درة حفظت بالأمس غالية *** واليوم يبغونها للهو واللعب

يا حرة قد أرادوا جعلها أمة *** غريبة العقل، لكن اسمها عربي

هل يستوي من رسول الله قائده *** دوما، وآخر هاديه أبو لهب؟!

وأين من كانت الزهراء أسوتها *** ممن تقفت خطى حمالة الحطب؟!

أختاه..لست ببنت لا جذور لها *** ولست مقطوعة، مجهولة النسب

أنت ابنة العرب والإسلام عشت به *** في حضن أطهر أم من أعز أب

فلا تبالي بما يلقون من شبه *** وعندك العقل إن تدعيه يستجب

سليه:من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبي؟ *** للغرب، أم أنا للإسلام والعرب؟

لمن ولائي؟ لمن حبي؟ لمن عملي؟ *** لله، أم لدعاة الإثم والكذب؟

سبيل ربك، والقرآن منهجه *** نور من الله لم يحجب ولم يغب

فاستمسكي بعرى الإيمان وارتفعي *** بالنفس عن حمأة الفجار واجتنبي

إن الرذيلة داء شره خطر *** يعدي ويمتد كالطاعون والجرب

صوني حياءك، صوني العرض، لا تهني *** وصابري، واصبري لله واحتسبي


ومن أراد أن يفهم المخطط بالتفصيل، تنكشف أمامه كل الحقائق عارية جلية الوضوح، عليه أن يطلع على تفاصيل المثال الأوضح للخطة الشيطانية الموضوعة اليوم للمرأة السعودية، والتي سبقتها إليها المرأة المصرية، وإلى كل من أراد الحقيقة بحذافيرها، أكمل قراءة الكتاب في هذا الرابط:
http://islamway.net/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=3705


 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 1
  • 0
  • 16,534
  • nada

      منذ
    يأخي إتقي الله عنوان مقالك إن دل فإنة يدل على الحقد الدفين علي المصريين, وعنوان مقالك فية تعميم على كل المرأة المصرية وكأن كل نساء مصر أصبحن فاسدات , إتقي الله وحسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفي أمثالك ممن يحقدون على أسيادهم المصريين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً