هل حكم دونالد ترامب لأمريكا الآن سيجلب النصر للمسلمين؟؟
إن كان هناك أملٌ فهو في تكون نخبٍ علميةٍ وحركيةٍ جديدة
يفرح كثير من الأخوة بحكم دونالد ترامب الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وكتب بعضهم منوها بما سيأتي من نصر للمسلمين بسببه، وكتب أحد الأفاضل مؤيدًا لهذا الرأي وقال: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة جزء من الآية: 216].
الرجل يحارب معقل النظام العالمي الجديد نيابةً عنا، من مسقط الرأس والنَّاس متشائمة، فعلقت عليه وقلت: "نعم لكن هو يريد أن يحل محله نظامٌ عالميٌ آخر على هواه هو ومن معه".
فهو ضدنا أيضًا بطريقةٍ أخرى.
فرد على شارحًا رأيه وقال: "أقصد أن الفائدة ستحصل لنا قبل أن ينجح في فرض نظامه الجديد أو ينجحون هم في مواجهته وتثبيت نظامهم العالمي الحالي، فهذا الصدام سيأخذ جهد وخسائر ماليةٍ هامة، وعلينا نحن المسلمين استغلال الظرف أفضل استغلال وإلا لن تتاح لنا فرصةٌ كهذه أبدًا".
فرددت عليه متسائلًا تساؤلًا استنكاريًا وقلت: "كيف نستفيد ونحن لسنا عندنا لا موارد ولا أدوات وأهم الموارد والأدوات الفكر الاستراتيجي السليم الموضوعي المبدع والقيادة الاستراتيجية الذكية المبدعة ووحدة الصف؟؟؟!!!!"
فأجابني مقترحًا الحل من وجهة نظره: "هذا ما يجب العمل عليه جمع العلماء والمفكرين والمثقفين الشرفاء المؤمنين وتكوين إطارٍ سياسي يجمعهم ويبدأ في وضع خريطةٍ لاسترداد أوطاننا، انا أرى انه يجب ان ننظر الى مصر وليبيا وتونس كقطرٍ واحد ونعمل على ذلك الأساس".
وفي واقع الأمر فالحل بالتوافق وتوحيد النخب الموجودة فعلًا هو أمر حاوله كثيرون في مصر وفي بقاع شتى من العالم منذ منتصف أو أواخر السبعينات من القرن العشرين الميلادي ولم يجنوا سوى الفشل لسببٍ بسيطٍ جدًا وواضح جدًا وهو أن هذه النخب المراد توحيدها هي هي التي صنعت هذا التشرذم لأهواء بعضها ولجهالة بعضها الآخر فكيف سيخرجون من جلدهم الأصلي (أي الأهواء والجهالات) ويمحون واقعًا هم صانعوه وهم حراسه؟؟!!
لذلك كله رددت على صديقنا ذي الظن الحسن وقلت له: "ما فيش فايدة ولا أمل في النخب الحالية في العالم الإسلامي فلو فيها أي فائدة ما كانش الوضع وصل لما نحن عليه الآن، الأمل في تكون نخبٍ جديدة على مستوى التحديات علميًا ودينيًا رغم أنه أملٌ ضعيف لتمرد كثيرٍ من الشباب على خبرات التاريخ وإعراضهم عن التحصيل العلمي المتخصص.. لكن إن كان هناك أملٌ فهو في تكون نخبٍ علميةٍ وحركيةٍ جديدة".
- التصنيف: