الحرب المذهبية الكبرى، وعصا العَمْ سام!! - (1)

منذ 2017-02-08

من يتعقل ويتفكر ويتذكر؟!

هناك سؤالٌ يتعلق بمجريات الأحداث الراهنة:
"ما إمكانية استخدام أمريكا والغرب للشيعة عصا جديدة، يضربون بها السُنة ثم يكسرونها؟، أو يستخدمون السُنة عصا يكسرون بها الشيعة ثم يحطمونها؟
لقد كتبتُ مقالاً منذ عدة سنوات بعنوان: (حتى لا نظل عصا في يد "العم" سام)! في مجلة البيان، عدد (234) صفر 1428هـ، فبراير2007م، رصدت فيه ظاهرةً تاريخيةً خطيرة جديرةٌ بالتأمل والدراسة، تكررت كثيرًا في عقود الوهن العام الذي اكتنف أحوال أمتنا بعد سقوط أو إسقاط كياننا الإسلامي العالمي السابق ممثلاً في دولة الخلافة العثمانية، وتلك الظاهرة هي استمرار أعدائنا في ضرب أعدائهم بنا، مع استمرائهم ضرب فريق من المنسوبين للأمة بفريق آخر، مع إعانة كلا الفريقين في حربهما لإنهاك بعضهما ببعض، أو إنهاء بعضهما على يد بعض، دون تدخل من هؤلاء الأعداء إلا بإعانة كلا الفريقين على بعضهما البعض.
وإذا حدث أن انتصر أحد هذين الفريقين أو أبدى قدرة على الصمود؛ رمَوه عن قوس واحدة واجتمعوا عليه حتى لا يعود قادرًا على الصعود.
وفي كل مرة تحل أحكام الله القدَرية فيمن يتنكَّر لسُنته الكونية من المنسوبين للأمة، بخذلان وهوان من والى منهم الكفار الظاهرين واتخذ منهم مستشارين ناصحين وبطانة مؤتمنين وشركاء متحالفين، فالأمر كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران: ١١٨]..
ولكن من يتعقل ويتفكر ويتذكر؟!
الذاكرة ملأى بتجارب مضت في عهود انقضت، وحادثات مماثلة في الماضي القريب، وأحدث منها ماثلة أمام المتابع الرقيب، يمثل "بطل" كل قصة فيها أداة ضرب وأذى، لا تتعدى حال (العصا) التي يُضرَب بها ثم تُكسر"
اللهم ألهم المسلمين رشدهم وقهم شر أنفسهم وشرور أعدائهم


(يُتْبَع)..

Editorial notes: من كتابي الأخير: (حتى لايستباح الحرم) ص: 198 – 199
  • 2
  • 0
  • 1,420

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً