مع القرآن - "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَة"

منذ 2017-02-25

كلمة التوحيد وأصول الإيمان وفروعه المثمرة هي أنفع وأربح التجارات وثمارها أنقى وأنصع الثمرات.

كلمة التوحيد وأصول الإيمان وفروعه المثمرة هي أنفع وأربح التجارات وثمارها أنقى وأنصع الثمرات.

تنفع في الأرض حيث ما تركت تلك الكلمات من فساد إلا حذرت منه ونفرت وما تركت من خير إلا دلت عليه وحضت.

تنتج الخير في قلوب وأفعال الرجال وتنشر الحق والعدل في واقع المجتمعات، وتنفي الخبث والشر كما ينفي الكير خبث الحديد.

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم: 24-25].

قال السعدي في تفسيره: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَة} وهي شهادة أن لا إله إلا الله، وفروعها  {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} وهي النخلة {أَصْلُهَا ثَابِتٌ} في الأرض {وَفَرْعُهَا}  منتشر {فِي السَّمَاءِ}  وهي كثيرة النفع دائمًا.

{تُؤْتِي أُكُلَهَا} أي: ثمرتها {كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}  فكذلك شجرة الإيمان، أصلها ثابت في قلب المؤمن، علمًا واعتقادًا.

وفرعها من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية، والآداب الحسنة في السماء دائمًا يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان ما ينتفع به المؤمن وينفع غيره.

{وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} ما أمرهم به ونهاهم عنه، فإن في ضرب الأمثال تقريبًا للمعاني المعقولة من الأمثال المحسوسة، ويتبين المعنى الذي أراده الله غاية البيان، ويتضح غاية الوضوح، وهذا من رحمته وحسن تعليمه.

فلله أتم الحمد وأكمله وأعمه، فهذه صفة كلمة التوحيد وثباتها، في قلب المؤمن.


#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 6,637
المقال السابق
كلمات الشر
المقال التالي
حوار المستضعفين مع الكبراء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً