مع القرآن - "لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا"

منذ 2017-03-04

صنف من الناس بين الله تعالى و أوضح مدى غرقهم في مستنقع العناد والاستكبار حتى لا يصاب الداعية باليأس أو أدنى إحباط لو قابل هذا الصنف

صنف من الناس بين الله تعالى و أوضح مدى غرقهم في مستنقع العناد والاستكبار حتى لا يصاب الداعية باليأس أو أدنى إحباط لو قابل هذا الصنف.

صنف لو سمح الله لهم بالصعود إى عنان السماء ليروا كل حقيقة وليكشف عنهم كل غطاء لازداد عنادهم وإصرارهم ولقالوا إنما هو مجرد سحر.

قلوب سوداء غطاها الران وانتكست فلا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً إلا ما أشرب من هواها.

عبيد لأنفسهم ولأهوائهم وشهواتهم وشياطينهم، كبلتهم دنياهم فرفضوا أي قيدٍ أو أمرٍ أو نهيٍ يروض شهواتهم ويهذب أهواءهم ويبعدهم عما يضرهم.

{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} [الحجر: 14 - 15].

قال السعدي في تفسيره أي: ولو جاءتهم كل آية عظيمة لم يؤمنوا وكابروا {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ} فصاروا يعرجون فيه، ويشاهدونه عيانا بأنفسهم لقالوا من ظلمهم وعنادهم منكرين لهذه الآية: {إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} أي: أصابها سكر وغشاوة حتى رأينا ما لم نر، {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} أي: ليس هذا بحقيقة، بل هذا سحر، وقوم وصلت بهم الحال إلى هذا الإنكار، فإنهم لا مطمع فيهم ولا رجاء.

مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 3,019
المقال السابق
"لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ"
المقال التالي
ولقد جعلنا في السماء بروجاً

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً