راية الإسلام - إياك وترك راية الإسلام (23)
الإسلام ورايته وهويته ليس محل تخوفٍ بل هو مناط نجاة.
بديل راية الإسلام فسيفساء لا يعيش معها أحد، فراية الإسلام وولاؤه، وحفظ الراية والهوية هو مشروعٌ لحفظ الأمة..
فعلى المستوى الداخلي يتحقق به التماسك الاجتماعي، ويتقدم الحكماء ويتأخر الأراذل إذ هي حالة صحة المجتمع وحيويته واستقامته؛ وتأخُر الأراذل والسفهاء ووضعهم في وضعهم الطبيعي..
وعلى المستوى الخارجي فنؤكد حقيقة أن البديل عن الراية والهوية الإسلامية هي الفسيفساء والاختلاف العرقي والقومي والطائفي الديني، وهي حبال تلاعب العدو الغربي، وهو واضحٌ جدًا في الدويلات الناشئة على إثر سقوط الخلافة خاصة في الشام والعراق، ولا تخلو الجزيرة والخليج وشمال إفريقيا من آثار هذا التقسيم الناشئ والخلافات الحدودية والعرقية والطائفية الداخلية..
ولا زالت تلك مدخلًا للغرب يتلاعب بنا من خلالها مذابحًا وحروبًا، بينما الهوية الجامعة كما تجمع الأمة من الداخل في تجربةٍ تاريخية (راجع المقالين السابقين) فهي تحرم التآمر مع العدو وتمنع التفتيت والتحالفات المضادة للمسلمين..
ولن تجد القوميات ولا العرقيات ولا الطوائف أمانًا ولا تنميةً ولا مجالًا حيويًا قابلًا للحياة بعيدًا عن هذه الهوية والراية ومفهوم الأمة.. وإن زيّن لها العدو الخارجي أوهامًا وأحلامًا قاتلةً للجميع.
ولن يستجد مكانها إلا فسيفساء لا تعيش، ولو عاشت فكيانات مشوهة تقتات من الخيانة وتعيش على الدماء ثم تسقط ولا بد.
إن راية هذا الدين ليست موجهة لاستعداء الطوائف والأقليات ولا قهر القوميات المختلفة وإنما تحفظ معنى ومفهوم الأمة.
إنها تحفظ تقدم هذا الدين وترفع رايته وتحقق المنهج الرباني وتقرر العدل والحقوق المختلفة للجميع، وتحترم مساحات للحريات والوجود للجميع بشرط تقديم ولاء الإسلام العام ومعنى الأمة الجامع ومنع اختراقها أو بيع جزءٍ منها لجزءٍ آخر ومنع تسليم جزء منها لجزء آخر، ومنع خيانة فريق منها مع أعداء هذا الدين وأعداء هذه الأمة وأعداء هذه المنطقة..
فالحقيقة الكبيرة هنا هي أن أعداء هذا الدين هم أعداء هذه الأمة هم أعداء هذه المنطقة بمكوّناتها وطوائفها وأعراقها والتي لا نجاة لها إلا بهذا الدين؛ لأنه كما هو مقتضى عقدي للمسلمين فهو مقتضى تاريخي لمنطقة غُرست بزرعه واصبغت به وكتب تاريخها وشكّل هويتها وثقافتها ولغتها وصبغ حضارتها.. هذه حقيقةٌ واقعيةٌ مضافة إلى موجب العقيدة، يجب أن يدركها غير المسلمين.
فكما يجب أن يدرك المسلم صلتها العقدية يجب أن تدرك الأقليات والطوائف والأعراق المختلفة هذه الحقيقة الكبيرة والتي لا مهرب منها.. فالإسلام ورايته وهويته ليس محل تخوفٍ بل هو مناط نجاة.
- التصنيف: