مع القرآن - الهزيمة النفسية لدى أعداء الوحي

منذ 2017-03-25

قديما قالوا : إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ , و كأن محمداً صلى الله عليه و سلم أقل من أن ينزل عليه وحياً و أن القساوسة النصارى أجدر بالوحي والرسالة منه. و اليوم قالوا : مناهج الغرب و اعتقاداته أولى بالاتباع من وحي السماء .

نفس الهزيمة النفسية التي كان يعاني منها المشركون قديما هي ما يعاني منه منكري الوحي اليوم .
قديما قالوا : إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ , و كأن محمداً صلى الله عليه و سلم أقل من أن ينزل عليه وحياً و أن القساوسة النصارى أجدر بالوحي والرسالة منه.
و اليوم قالوا : مناهج الغرب و اعتقاداته أولى بالاتباع من وحي السماء .
نفس الهزيمة النفسية و لكن بتصرف يسير .
اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلوبنا على دينك 
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ * إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } [ النحل 103 - 105] .
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى عن قيل المشركين المكذبين لرسوله { أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ }  هذا الكتاب الذي جاء به { بَشَرٌ }  وذلك البشر الذي يشيرون إليه أعجمي اللسان { وَهَذَا }  القرآن { لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ }  هل هذا القول ممكن؟ أو له حظ من الاحتمال؟ ولكن الكاذب يكذب ولا يفكر فيما يؤول إليه كذبه، فيكون في قوله من التناقض والفساد ما يوجب رده بمجرد تصوره.
{ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ }  الدالة دلالة صريحة على الحق المبين فيردونها ولا يقبلونها، { لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ }  حيث جاءهم الهدى فردوه فعوقبوا بحرمانه وخذلان الله لهم. {وَلَهُمْ }  في الآخرة { عَذَابٌ أَلِيمٌ }
{ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ }  أي: إنما يصدر افتراه الكذب من { الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ }  كالمعاندين لرسوله من بعد ما جاءتهم البينات، { وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } أي: الكذب منحصر فيهم وعليهم أولى بأن يطلق من غيرهم. وأما محمد صلى الله عليه وسلم المؤمن بآيات الله الخاضع لربه فمحال أن يكذب على الله ويتقول عليه ما لم يقل، فأعداؤه رموه بالكذب الذي هو وصفهم، فأظهر الله خزيهم وبين فضائحهم، فله تعالى الحمد.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 1,134
المقال السابق
النسخ رحمة بالعباد
المقال التالي
كفر بعد إيمان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً