لا عزاء بعد ثلاث

منذ 2011-02-20

إنني أعي هذه التطلعات المشروعة للشعب وأعلم جيداً قدر همومه ومعاناته... هكذا قال مبارك في خطابه الأخير. وقالها من قبله زين العابدين بن علي.. لقد فهمت... وعي وفهم...


إنني أعي هذه التطلعات المشروعة للشعب وأعلم جيداً قدر همومه ومعاناته... هكذا قال مبارك في خطابه الأخير… وقالها من قبله زين العابدين بن علي.. لقد فهمت... وعي وفهم...

الوعي والفهم ياللأسف كان بعد فوات الأوان.. وان شئت قل في الوقت بدل الضائع… لقد انتهت المباراة... وعاد المعنيون إلي بيوتهم... وربما إلي ديارهم سالمين...

ثلاثون عاماً لاوعي فيها… هل كان مغيباً... ثلاثون عاماً عجافاً مرت وأنت لا تدري حجم المأساة التي يحياها الفقراء والمساكين والبؤساء من أبناء الشعب والذين زاد عددهم نتيجة لكل السياسات التي كانوا فيها حقلاً للتجارب.

ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري أن أعداد العاطلين من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة وغيرهم كثير وقد أصبحوا فعلاً وقولاً قنابل موقوتة لطالما حذر من انفجارها العقلاء والحكماء... ولكن لا حياة لمن تنادي.


ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري حالة الغبن والهم التي ألمت بكل الكفاءات عندما ضربت بأفكارهم وطموحاتهم عرض الحائط.

ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري أن حوارييه وحدهم في هذا البلد هم دون غيرهم من عاثوا في الأرض فساداًً وارتكبوا في حقنا كل الجرائم ما ظهر منها وما بطن.

ثلاثون عاماًً مرت وهو لا يدري أن رجاله -وإن شئت قل بطانته- هم وحدهم من استأثروا بالثروة ولم يتركوا لنا حتى الفتات ولم يعجبهم ما نحياه من فقر ومذله ومسكنة.

ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري أن نجله ومعه عصابة السوء هم وحدهم من لوثوا سمعته وتاريخه العسكري وما قدمه زوداً عن الوطن حتى عام 1973.

ثلاثون عاماً مضت وهو لا يدري أن مصر في عهده انزوي دورها وتقوقعت بل وتقزمت وفقدت ما كانت تمتلكه من ريادة وصدارة.

ثلاثون عاماً مضت وهو لا يدري أن كل الانتخابات التي تمت في عهده كانت أبعد ما تكون عن النزاهة والطهارة بداية من انتخابات الجمعيات الزراعية وانتهاء بما حدث في مجلسي الشعب والشورى.


ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري ما فعله المقربون منه وآخرها موقعة الجمل أم أنه شعارهم وقد عز عليهم أن يتركوه.

ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري حالة التقزم والحصار التي فرضها حواريوه بالأحزاب والقوي السياسية وكل ما يعنيهم أمر هذا الوطن.

ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري أن كل من اقترب منه ومن نجليه وزوجه بلحومهم وشحومهم من مثلوا الفساد بأبهى صوره.

ثلاثون عاماً مرت وهو لا يدري أنه لم يكن رئيساً لحزباً وإنما كان زعيماً لمجموعة من أصحاب المصالح ومنهم وفيهم النطيحة والمتردية وما أكل السبع .

ثلاثون عاما مرت وهو لا يدري أن من اقترب منه وان تباهي بالتقوى والصلاح والورع إلا أنهم هم الفاسدون.

ثلاثون عاماً مرت وقد شاءت إرادتك وحدك أن تستبدل الحريات بالكبت والقهر.

ألم تعي أن عزاءك ومواساتك لأسر الضحايا وشهداء الثورة ومصابيها جاء متأخراً فقد تعلمنا أنه لا عزاء بعد ثلاث؟؟!!!


15-02-2011 م
 

المصدر: الشيخ سعد الفقي - موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 2,314

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً