بيان من السماء إلى أهل ليبيا الزاحفين

منذ 2011-02-24

وإلى منظمات الإغاثة الدولية ، والوطنية ، والعالمية، وإلى الصليب الأحمر، والهلال الأحمر ، نجدنا أنا لسنا بحاجة لأن نستحث أو نستغيث، فهذا يومكم فسابقوا إخوانكم بسيارات الطعام والدواء والشراب وما يلزم من كل ممكن لمجاهد محاصر...


بسم الله الرحمن الرحيم

{هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ . وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ . أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ . وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } [آل عمران :137- 143].


يا أهل ليبيا الزاحفين الصابرين،

هل تريدون أعظم من هذا جائزة من الله لكم ؟ وبيان من الله كأنه يتنزل الآن عليكم ؟ ويا أهل طرابلس الثابتين على القصف الجوي من العُتُلِّ الزنيم، أي شرف هذا أن يجعلكم الله رب العالمين يجعلكم بما تلقون اليوم "الناس" فأنتم أنتم الناس، والشجاعة صبر ساعة ، فكونوا بثباتكم خير معلم لغيركم من بعدكم، فهذا يوم له ما بعده، وإن جدودكم هم الذين قالوا منذ الأمس البعيد للدنيا كلها.
 

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يرق على جوانبه الدم


فأسمعوه للدنيا مرة ثانية من على أرضكم.

يا أيها المجاهدين الصابرين المحتسبين ، إن الله يصطفي منكم اليوم أحب الخلائق منكم إليه وأكرمه عليه ، وذلك ليغسل بدمائهم مع دماء من سبقهم على درب العزة عار سنين كاد يلحق الأمة كلها في عداد الغابرين، ومع هذا اسمعوا إلى البيان الثاني الموجَّه إليكم اليوم من الذي لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وقد جعل من أمثالكم عنصرا من عناصر قدره الشريف الأعلى ليزيدكم شرفا وقدرا حيث قال جلا جلاله { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ .وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [لتوبة:14-15].


يا أهل ليبيا ويا أبناء طرابلس الثابتين، هل تريدون وضوحا أكثر من هذا ، وقدرا أرفع من ذاك، بيد أن للشرف ثمنا ، وإن أرخص ما تقدمونه اليوم له هو تلك الدماء التي يحيى الله رب العالمين بها رمم وجيف الخاملين اليائسين.

ثم اسمعوا قول الله بعد ذلك وقبله ومعه ، وكأنه يتنزل الآن عليكم فاقبلوا البشرى من الله وجددوا النية مع الله..
 

فـ "بدم المحب يُباع وصله*** فمن الذي يبتاع بالثمن"


بسم الله الرحمن الرحيم { َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال :45] صدق الله العظيم، وبلَّغ رسولُه الكريم، وإنا على ذلك لمن الشاهدين.


ويا أهل مصر، يا أحفاد عمرو بن العاص ،بالأمس القريب أرسل أمير المؤمنين عمر بان الخطاب إلى جدكم العظيم الفاتح عمرو بن العاص بعد أن نزلت المجاعة بأهل المدينة فكتب إليه يقول: الغوث الغوث أدرك الناس بشيء من خيرات إخوانهم من أهل مصر قبل أن يقتلهم الجوع بعد أن افترسهم الظمأ ونال منهم القحط الشديد" فأجابه جدكم عمرو بن العاص بقوله ،لبّث قليلا تأتك الحلائب ، فقد بعثت إليك بقافلة أولها عندك وأخرها عندنا بمصر.

هكذا كنت يا مصر بالأمس القريب وهكذا أنت إن شاء الله اليوم وكل يوم تكونين.

يا أحفاد عمرو بن العاص، اليوم يستصرخكم أحفاد عمر بن المختار ويقيننا أن دماء عمرو لا تزال في عروقكم تهدر وفي شرايينكم تسيل .


أيها الشباب ، أيها الرجال ،أيها العاملون، أيها الطلاب ، يا أبناء ميدان التحرير رقم واحد، أطلبوا الشهادة الآن وليتقدم مليون من ملايين التحرير قاصدين السلوم تحت شعار ركضا إلى الله بغير زاد إلا التقى وعمل الميعاد ، من كل محافظة من محافظات مصر يتجمع في صلاة ظهر اليوم بالجامع الكبير في المحافظ ألف مصل على الأقل من مدنها وقراها حاملين شعارهم ركضا إلى الله بغير زاد ، فإذا اكتمل العدد سار أخذوا طريقهم إلى السلوم، ليس معهم بعد نفقتهم إلا التقى وعمل الميعاد، انطلقوا فقد مهد الله لكم الطريق، وفتح لكم الباب، فقد فر من أمامكم شرطة الحدود بليبيا ، وهي الآن مفتحة الأبواب تنادي عليكم، فالسبق السبق ،والشهادة الشهادة، فهذا يومكم الذي كنتم تطلبون.

{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَ‌ٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [التوبة 41].


وإلى منظمات الإغاثة الدولية ، والوطنية ، والعالمية، وإلى الصليب الأحمر، والهلال الأحمر ، نجدنا أنا لسنا بحاجة لأن نستحث أو نستغيث، فهذا يومكم فسابقوا إخوانكم بسيارات الطعام والدواء والشراب وما يلزم من كل ممكن لمجاهد محاصر، سابقوا إلى بوابات السلُّوم عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين .

الله أكبر وخربت خيبر، الله أكبر وخاب كل جبار عنيد، الله أكبر وقد سقطت جماهيرية القذافي اللعين، الله أكبر وقد خاب القذافي الذي افترى.


هيا جميعا وشرف الشهادة قد أعد لكم { ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [المائدة :23].

تجمعوا وأجمعوا أمركم على بوابة السلوم لدخول على ليبيا يوم الجمعة القادم أو تذهبوا شهداء بنيران غدر المجرم إن قدر له بقاء إلى يومها.


صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الثلاثاء 19 ربيع الأول 1432هـ الموافق 22 فبراير 2011م

 

المصدر: موقع جبهة علماء الأزهر
  • 1
  • 0
  • 2,871

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً