دعوة مؤسس المهديين - أَحْمَد الحَسَن اليَمَانِيِّ

منذ 2017-04-06

اعتمد اليماني في دعوته على وصية جاءت في كتب معتمدة لدى الشِّيَعة، فجعل هذه الوصية هي عمدة دعوته، وإن كان الخلاف حولها بين المرجعيات الشيعية خلافاً كبيراً من حيث السند والمتن والصحة والضعف، لكنه لم يعبأ بذلك وجعلها هي المستند والمعتمد وأسماها "الوصية المقدسة"

دعوة اليماني:

لقد اعتمد اليماني في دعوته على وصية جاءت في كتب معتمدة لدى الشِّيَعة، فجعل هذه الوصية هي عمدة دعوته، وإن كان الخلاف حولها بين المرجعيات الشيعية خلافاً كبيراً من حيث السند والمتن والصحة والضعف، لكنه لم يعبأ بذلك وجعلها هي المستند والمعتمد وأسماها "الوصية المقدسة"، ولقداستها ينشرها أنصاره وأتباعه كل أسبوع في الصفحة الأولى من مجلة "الصراط المستقيم"، ونص الوصية هو: «عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات[1] سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيته حتى أنهى إلى هذا الموضع، فقال ياعلي: إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعدهم اثناعشرمهدياً فأنت ياعلي أول الاثني عشرالإمام سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأميرالمؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك، يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا بريء منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسّلمها إلى ابني الحسن البرالوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه جعفرالصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلِّمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد، فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشرمهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسّلمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي كاسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والاسم الثالث المهدي هو أول

المؤمنين»[2].

واعتمدوا في نقلها على أكثر من مصدر فقالوا: لقد تكرر ذكرها في كثير من المراجع المعتمدة لدى الشِّيَعة وفي عدة مصادر، منها:

-                   كتاب الغيبة، للشيخ الطوسي[3].
-                    
-                   بحار الأنوار، للمجلسي[4].
-                    
-                   نوادر الأخبار، للفيض الكاشاني[5].
-                    
-                   النجم الثاقب، للميرزا النوري[6].
-                    
-                   تاريخ ما بعد الظهور، لمحمد صادق الصدر[7].
-                    
-                    الإنصاف، للسيد هاشم البحراني[8].
-                    
-                   مختصر معجم أحاديث الإمام المهدي للشيخ على الكوراني[9]"[10].
-                    
هذه الوصية بالإضافة إلى صدارتها العدد الأسبوعي من مجلتهم - الصراط المستقيم -، فكثيراً ما يستشهد بها اليماني في كتبه ويدافع عنها، وكذلك أنصاره وأتباعه فهم يكررونها، بل كتبوا الكتب ووضعوا أكثر من رسالة حول هذه الوصية، فبها يستدلون ويستشهدون، وعنها يدافعون ويذودون، ولها ينافحون ويناضلون، في حين أن الشِّيَعة قابلوهم فقالوا عنهم أنهم ضالون ومضللون.

إن اليماني خالف إجماع الشِّيَعة فيما ادَّعاه، بداية بالإمامة وما تلاها من عصمة، وادعاءه المهدوية، وزعمه أنه رأى الإمام - العسكري - في منامه وأخبره بأنه الإمام، ثمَّ خروجه على المراجع الشيعية ومناهضته لهم، وغيرها من ادَّعاءات جعلت مراجع الشِّيَعة تقابلها بالخروج عليه وتعتبره دجالاً من الدجالين، ومما يُنقل بصفة ثابتة في مجلة الصراط المستقيم التي تصدر كل أسبوع عن أنصار اليماني، حيث يقول اليماني عن نفسه: إني وصي ورسول الإمام المهدي محمد بن الحسن إلى الناس كافة، واليماني الموعود والمهدي الذي بشر بولادته رسول الله في آخر الزمان، وزاد أنه رسول من عيسى وإيليا[11] عليهما السلام، وذكر أيضاً أنه انطلق بدعوته الإلهية الكبرى –على حد قوله - عام 1999م، في النجف عاصمة دولة العدل الإلهي، ومنه انتشرت إلى العالم كله.

وجاء عن دعوته ما ذكره مدير تحرير مجلة الصراط المستقيم –صالح الصافي - [12] حيث أكد عالمية الدعوة اليمانية؛ لأنها على حد قوله تمثل حصيل جهود جميع دعوة الأنبياء والمرسلين، وأضاف قائلاً: إن أتباع الأنبياء مجمعون على أنه لا بد من ظهور مُخَلِّص ومنقذ يأتي في آخر الزمان.

ويرى علماء ومراجع الشِّيَعة أن دعوة اليماني ترتكز على:

" - محاربة الفقهاء والكذب عليهم واتهامهم بمحاربة الله ورسوله وأنه لا بد من التخلص منهم.

 - محاربة الشعائر الحسينية بحجة أن هذه الشعائر لا تنفع الآن.

 - محاربة عقائد الشِّيَعة الإمامية والطعن بآل البيت والقدح في عصمتهم"[13].

ويوضح اليماني في أجوبته عن أسئلة القراء في مجلة "الصراط المستقيم" أهداف دعوته فيقول: "فدعوتي كدعوة نوح ودعوة إبراهيم ودعوة موسى وعيسى ومحمد‡، أن ينتشر التوحيد على كل بقعة في هذه الأرض، هدف الأنبياء والأوصياء هو هدفي وأبين التوراة والإنجيل والقرآن وما اختلفتم فيه وأُبيِّن انحراف علماء اليهود والنصارى والمسلمين وخروجهم عن الشريعة الإلهية ومخالفتهم لوصايا الأنبياء، إرادتي هي إرادة الله ومشيئته، أن لا يريد أهل الأرض إلا ما يريده الله، أن تمت الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأن يشبع الجياع ولا يبقى الفقراء في العراء، وأن يفرح الأيتام بعد حزنهم الطويل، وأن يطبق أهم ما في الشريعة العدل والرحمة والصدق"[14].

فاليماني لم يكتف بإثارة خزعبلات وسذاجات تجاه الشِّيَعة بخروجه عليهم، لكنه يقول بأن دعوته للمسلمين أجمعين وفيهم أهل السنة ليبين لهم انحرافهم عن القرآن وما اختفلوا فيه من القرآن، وزاد الأمر عجباً بأن الدعوة لم تقتصر على المسلمين وفقط بل دعوته لليهود والنصارى، فهو يقول: إن دعوته كدعوة الأنبياء موسى وعيسى، لكنه فاق دعوة الأنبياء وصار أعلى منهم حيث إن دعوة إبراهيم وموسى وعيسى لأقوامهم خاصة، لكنك يا يماني جعلت رسالتك عالمية كما كانت رسالة خير الأنبياء –محمد - صلى الله عليه وسلم، فمن الذي خوَّل إليك هذه المهمَّة التي لا يقول بها إلا دجال كما سمَّاك من كانوا متفقين معك في المذهب الشيعي قبل أن تخرج عليهم بعد خروجهم

وتنشق عنهم بعد انشقاقهم، أقصد خروج وانشقاق عموم الشِّيَعة عن المنهج الصحيح.

وفي حين أن علماء ومراجع الشِّيَعة الذين يتصدون لليماني ودعوته يشككون في تمويله من دول أخرى، إلا أنه أكد من خلال الموقع الرسمي أن مصدر تمويل نشاطات الدعوة من تبرعات الأنصار فعددهم ليس بالقليل داخل العراق وخارجها.


[1] الثَّفِنَةُ، بكسْرِ الفاءِ، واحِدَةُ ثَفِناتِ البَعيرِ، وَهُوَ مَا وَقَعَ على الأَرْضِ مِن أَعْضائِه إِذا اسْتَناخَ وغَلُظَ كالرُّكْبَتَيْن وغيرِهِما، وذُو الثَّفِناتِ: هُوَ لَقَبُ ابْن محمدٍ (عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عليَ) المَعْروف بزَيْنِ العَابِدِيْن والسَّجَّاد، لُقِّبَ بذلِكَ لأَنَّ مَساجدَهُ كانَتْ كثَفِنَةِ البَعيرِ مِن كثْرَةِ صَلاتِه. انظر: تاج العروس من جواهر القاموس، للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، حقق هذا الجزء: علي هلالي، مادة(ثفن)، (ج34/331 وما بعدها)، ط1/1421هـ=2001م، طُبع هذا الجزء بدعم مالي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت.

[2] انظر: كتاب الغيبة، لأبي حعفر الطوسي، المُتَوَفَّى سنة 460هـ، ص100و101، ط1 بدون تاريخ، منشورات الفجر، بيروت - لبنان، وانظر: مختصر البصائر، لعز الدين الحسن بن سليمان الحلي، - من أعلام الشِّيَعة في القرن الثامن الهجري -، تحقيق: مشتاق المظفر، ص143 - 145، ط1/1421هـ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقُم - إيران، وانظر: الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، لمحمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق: مشتاق المظفر، ص394، ط1/1386هـ، منشورات دليل ما، قم، وانظر: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، لمحمد بن الحسن الحر العاملي، خرج أحاديثه: علاء الدين الأعلمي، (ج2/126، 376)، ط1/1425هـ=2004م، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، وانظر: بحار الأنوار الجامعة لدرر الأخبار والأئمة الأطهار، لمحمد باقر المجلسي، "باب خلفاء المهدي صلوات الله عليه، وأولاده وما يكون من بعده، عليه وعلى آبائه السلام"، (ج53/147و148)، ط3/1403هـ=1983م، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، وانظر: تاريخ ما بعد الظهور، لمحمد صادق الصدر، ص671، تاريخ الطبعة: 1432هـ=2011م، بدون رقم، دار ومكتبة البصائر، بيروت - لبنان.
 وقد تكررت هذه الوصية في كتب أنصار اليماني، منها: الوصية والوصي أحمد الحسن، الشيخ ناظم العقيلي، ص10، وموجز عن دعوة اليماني السيد أحمد الحسن، الأستاذ عبدالرزاق الديراوي، ص 88، وما بعد الاثنا عشر مهدياً، عبدالرزاق الديراوي، ص13، وكثر ذكرها في كتب أخرى لليماني وأنصاره والمجلة الأسبوعية وعلى الموقع الرسمي لهم.
[3] هو: أبو جعفر الطوسي محمد بن الحسن، الملقب بشيخ الطائفة، المُتَوَفَّى سنة 460هـ، ولا يخفى على أحد أن كتابيه: التهذيب، والاستبصار، في عداد كتب الحديث الأربعة المشهورة، وكتب الفهرست والرجال واختيار الرجال ثلاثة من الأصول الأربعة العمدة في علم الرجال. انظر: مستدركات أعيان الشِّيَعة، حسن الأمين، المجلد الأول، ص157 وما بعدها، ط1/1408هـ=1987م، دار التعارف، بيروت - لبنان.
[4] هو: محمد باقر المجلسي، [1037هـ - 1110هـ]، غوَّاص بحار الأنوار، والمروِّج لمذهب الاثني عشرية في في المائة الحادية عشرة، كان متصلباً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومؤلفاته بالعربية والفارسية أشهر من أن تذكر، ومن أشهرها: بحار الأنوار، وكان عمره يوم مات أربعاً وسبعين سنة، ودفن حيث دفن أبوه. انظر: غرقاب - تراجم أعلام القرن الحادي عشر وما بعده -، للسيد محمد مهدي الموسوي الشفتي، تحقيق: مهدي الباقري السياني ومحمود النعمتي، ص87 وما بعدها، ط1/1388هـ، نشر كانون بزوهش.
[5] هو: محمد محسن بن مرتضى بن محمود الملقب بالفيض الكاشاني، ولد عام 1007هـ، ونشأ أول أمره في قم، ثم انتقل إلى مدينة كاشان، ثم إلى شيراز حيث درس على السيد ماجد البحراني والملا صدر الشيرازي، وتزوج ابنته، وعاد إلى كاشان وبقى فيها إلى أن توفي عام 1091هـ. انظر: مستدركات أعيان الشِّيَعة، المجلد الثاني، ص308و309.
[6] هو: الحسين بن محمد تقي بن علي محمد النوري الطبرسي، ولد عام 1254هـ، في قرية يالو من قرى نور أحد كور طبرستان، وهي مازندران، ولذا يلقب بالطبرسي والمازندراني، توفي عام 1263هـ، انظر: سيرته الذاتية في كتابه (النجم الثاقب)، تقديم وترجمة وتحقيق: السيد ياسين الموسوي، ج1/7 بتصرف.
[7] سبق التعريف به، ص10.
[8] هو: السيد العلامة السيد هاشم البحراني، المُتَوَفَّى عام 1107هـ، صاحب كتاب: مدينة المعاجز في في النص على الأئمة والهداة، وغاية المرام في تعيين الإمام، والتفسير الكبير المسمى بالبرهان، وهو أول من ألف الحديث، وصرف عمره في جمعه وتهذيبه. انظر: غرقاب، ص100و101باختصار.
[9] انظر: السيرة الذاتية للكوراني على موقعه الشخصي، على الرابط التالي: www.alameli.org بتاريخ: 14/4/2014م، وفيه باختصار، ولد الشيخ علي الكوراني العاملي سنة 1944م في بلدة ياطر بجنوب لبنان، وأبرز شيوخه: الشيخ محمد تقي الفقيه، السيد علاء بحر العلوم، وهو الآن يعمل مؤلفاً ومدرساً في حوزة قُم العلمية، ومن أشهر مؤلفاته: عصر الظهور، دجال البصرة، معجم أحاديث الإمام المهدي.
[10] الصفحة الأولى، العدد: (190) من مجلة الصراط المستقيم، بتاريخ 23 ذي الحجة 1434هـ، 29 أكتوبر 2013م.
[11] هو سيدنا إلياس عليه السلام، ويعرف في الكتاب المقدس باسم إيليا، وهو من أنبياء بني إسرائيل.
[12] حوار أجرته قناة الديار العراقية مع كادر صحيفة الصراط المستقيم، وتم نشره في العدد 114 بتاريخ: 24 أبريل 2012م.
[13] راجع: البرهان الساطع في الرد على أحمد الكاطع، ص 6و7 باختصار (مرجع سابق)..
[14] العدد 19 من مجلة الصراط المستقيم، بتاريخ 3 محرم 1433هــ، الموافق 29 نوفمبر 2011م.

 

  • 0
  • 4
  • 255,950

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً