طَيّاران حَربيَّان سوريَّان أسيران!

منذ 2011-03-09

يا أحرار سورية الشرفاء في الجيش والقوات المسلّحة السورية: إنها إهانة لكم ولشرفكم العسكريّ ولسورية كلها، وتلطيخ لتاريخ السوريين، في كل مراحله القديمة والحديثة.. فهل تنامون عليها وما عرفكم شعبكم إلا أحراراً أباةً كِراما؟!


نعم طيّاران (مُمَانِعان) أسيران!.. لكن ليس في جبهة الجولان السورية المحتلة منذ سبعةٍ وأربعين عاماً، ولا في غزّة المحاصَرَة، ولا في جنوبيّ لبنان.. بل في ليبية التي يجاهد ثوّارها في سبيل الله عزّ وجلّ للانعتاق من استبداد النظام القذّافيّ الدمويّ الدكتاتوريّ!.. فقد تناقلت الأنباء خبر إسقاط الثوار الليبيّين الأبطال طائرتَيْن حربيَّتَيْن، في ليبية الثائرة على الظلم والاضطهاد والاستبداد، وأسْرِ طيّارَيْنِ سوريَّيْن (مُمَانِعَيْن) كانا يقصفان أهلنا في بلد المجاهد البطل (عمر المختار)!..


إننا نشعر بالصدمة والعار جرّاء هذا العمل الإجراميّ غير الأخلاقيّ، الذي يشارك فيه النظام السوريّ -بقواته الجوية المسلّحة- في قتل الأبرياء من أطفال ليبية الأبية ونسائها ورجالها وشيوخها!..
وإننا نستنكر هذه المشاركة الجبانة للنظام السوريّ في قتل أبناء شعبٍ عربيٍّ مسلمٍ أصيل، لطالما شاركوا أشقاءهم السوريين الآمالَ والآلام، وبذلوا الأموال والأنفس والأرواح والدماء، طوال نصف قرن، للتعاضد مع إخوانهم السوريين في تحرير الجولان السوريّ من الاحتلال الصهيونيّ!..


إنّ ما يقوم به شذّاذ الآفاق من النظام السوريّ في ليبية المجاهدة، هو عدوان سافر على شعبٍ عربيٍّ مسلمٍ شقيق، وتدنيس لسمعة شعبنا السوريّ الأبيّ بعد استلاب قراره وإرادته وثرواته وأمواله وقوّاته العسكرية، من قِبَلِ هذا النظام الأسديّ الاستبداديّ.. وهو خير دليلٍ على أنّ النظامَيْن القاتلَيْن في سورية وليبية.. وجهان لعملةٍ واحدة، وينبغي محاسبتهما معاً على جرائمهما بحق الإنسانية، وتقديم مجرميهما -دولياً- معاً إلى المحاكم الدولية والجنائية الخاصة بالجرائم ضد الإنسانية!..

* * *

يأبى النظام السوريّ الدكتاتوريّ إلا أن يستنسخ -على أرض ليبية الحرّة وغيرها من بلاد العرب والمسلمين- جرائمَه التي يرتكبها ضد شعبه في سورية الأبية، تلك الجرائم التي قتل فيها وبطش بعشرات الآلاف من الأحرار السوريين والحرائر السوريات، في تدمر وحماة وجسر الشغور وحلب وحمص ودمشق وإدلب ودير الزور ودرعا والساحل السوريّ.. وكل المحافظات السورية!..
إننا تُدين هذا السلوك الجبان للنظام العائليّ الأسديّ، الذي يزعم المقاومة والممانعة للعدوّ الصهيونيّ، فيما يُبَدِّد إمكانات سورية الاقتصادية والعسكرية -في خدمة الحكّام المجرمين المستبدّين- ضد الشعوب العربية الحُرّة الكريمة المضطَهَدة.. وفيما تبقى جبهة الجولان السوريّ المحتل -منذ حوالي نصف قرنٍ- هادئةً آمنة!..


وإنه دليل إضافيّ على تجرّد النظام السوريّ من كل القِيَمِ الأخلاقية، وعلى استعداده لبيع شرفه لمن يدفع له.. في الوقت الذي يترامى -على لسان رئيسه بشار بن حافظ أسد- عند أقدام الصهاينة، طالباً التفاوض معهم، ليحموه من شعبه.. وبعد ذلك كله، يصمّ آذان الناس بشعارات الممانعة والصمود والتصدّي ومزاعم دعم المقاومة للعدوّ الصهيونيّ.. ويصدّقه الأغبياء، ويصفّق له بليدو الإحساس وأصحاب العقول الخاوية!..


يا أحرار سورية الشرفاء في الجيش والقوات المسلّحة السورية: إنها إهانة لكم ولشرفكم العسكريّ ولسورية كلها، وتلطيخ لتاريخ السوريين، في كل مراحله القديمة والحديثة.. فهل تنامون عليها وما عرفكم شعبكم إلا أحراراً أباةً كِراما؟!..
يا أحرار ليبية ومجاهديها المؤمنين الصناديد: سيروا على بركة الله عزّ وجلّ، فنحن معكم، أنتم منا ونحن منكم، وأنتم -بتصدّيكم لمجرمي النظامَيْن الخائنَيْن: الليبيّ والسوريّ- تجترحون بالدم مستقبَلكم ومستقبَلَنا المشرق بإذن الله.. فهو ثمن الحرية، الذي سندفعه معاً بإذن الحيّ القيّوم، وسنحاسب -معاً- هؤلاء الخونة المجرمين: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155].


3/4/1432 هـ
 

المصدر: د. محمد بسام يوسف - موقع المسلم
  • 1
  • 0
  • 122,839
  • عدنان أقرطيط

      منذ
    الخيانة والنفاق لم يتركا بلداً; تم أيضاً ضبط طيارين جزائريين ومقاتلين من الجزائر و تونس وحتى المغرب (غالبيتهم من جبهة البوليزاريو؛ إن لم أقول كلهم؛ الذين كانو يتلوقون دعماً ماليا و عسكرياً من نظام القذافي) . سبحان لله، كم دفع القذافي للإطاحة بأنظمة عربية وإفريقية ،سبحان الديان الذي لا يموت. أطالب بإحياء الذاكرة الجماعية وتسجيل أسماء كل الخونة الذين باعوا البلاد والأوطان ليتم القصاص منهم لاحقاً عندما تعود العدالة ل الرسو و الإستقرار ببلادنا الإسلامية كلها وأسأل الله أن يرحم قتلانا في ليبيا الحبيبة وأن يتقبلهم في الشهداء.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً