أمن البحرين.. أمننا
غريب موقف طهران من أحداث الشغب التي تشهدها البحرين هذه الأيام؛ فهي لا تكتفي بتحريض طائفتها في البحرين على المزيد من اشعال الاضطرابات على الرغم من وجود أكثر من مسعى لتقريب وجهات النظر بين الحكومة البحرينية والمعارضة الشيعية الموالية لطهران...
غريب موقف طهران من أحداث الشغب التي تشهدها البحرين هذه الأيام؛ فهي
لا تكتفي بتحريض طائفتها في البحرين على المزيد من اشعال الاضطرابات
على الرغم من وجود أكثر من مسعى لتقريب وجهات النظر بين الحكومة
البحرينية والمعارضة الشيعية الموالية لطهران إلا أن الأخيرة ترفض
السماح لقادة المعارضة الطائفية بالتجاوب حتى مع دعوات صدرت من أطراف
دولية محايدة تماماً، بل كان لها موقف مؤيد لطهران في مشروعها
النووي.
تركيا التي صُد الباب في وجهها من قبل المعارضة التي بدورها لم تتلق
إذنا من طهران بإجراء هذه المفاوضات بدت مستغربة تماماً من هذا الرفض
الذي كان من الممكن ألا تقبله المنامة بالأساس تحت طائلة منع التدخل
الخارجي في شؤونها الداخلية والحفاظ على هيبة الدولة لكنها بدت
متسامحة في هذا الإطار فيما رفضه الموالون لطهران!
نقول، هي لم تكتفِ بالتحريض، بل جاوزت إلى التدخل السافر في الشأن
الداخلي للبحرين بشكل علني حينما أعطت لنفسها حقاً في رفض الوجود
الخليجي الأمني في البحرين، وتسيير المظاهرات للتابعين لها في العراق
ولبنان والمنطقة الشرقية لرفض هذا الوجود وتسميته بـ"الاحتلال"، مع أن
الواقع أن حكم الملالي هو الذي يتدخل صراحة في الشأن البحريني ويسمح
لنفسه برفض إجراءات داخلية تتخذها حكومة المنامة وفقاً لاتفاقية موقعة
بين دول الخليج تبيح لتلك الدول التعاون في مجال حفظ الأمن الداخلي
لتلك البلدان، فما الغطاء الذي تتخذه طهران للتدخل في الشأن
البحريني.
القوات السعودية والإماراتية والقطرية التي دخلت إلى البحرين لم تقصف
المتظاهرين بالطائرات مثلما تفعل حكومة دمشق وطياروها النصيريون الذين
أسقط الثوار في ليبيا طائراتهم، وانحصرت مهامهم في الحفاظ على المنشآت
الحيوية في البلاد، وليس من مهامها الاشتباك مع حملة زجاجات المولوتوف
الطائفيين في البحرين الذين يقذفون بها سيارات الشرطة هناك وهم يصرخون
"سلمية.. سلمية"!!
تنسى طهران التي تبث الفوضى والاغتيالات حول الجزيرة العربية، وترسل
حرسها الثوري إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن وأخيراً بعض جواسيسها
في الدول العربية يوزعون المنشورات على المواطنين في دول الخليج، أنها
أكثر الدول في الإقليم تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول المجاورة،
وصاحبة الاستراتيجية التي لم تتغير خلال عهدي الثورة الإيرانية،
بتصديرها إلى البلدان الإسلامية، وأنها ـ كما قال المثل العربي "رمتني
بدائها وانسلت" ـ لم تأل جهداً في تثوير أتباعها في الخليج، ومنهم
المجموعات الطائفية في البحرين الذين قامت ميليشياتهم بعدد قياسي من
محاولات الانقلاب في بلد عربي، جعلت هذا البلد الصغير الأقل استقراراً
وإفادة بالرفاه التي تنعم بها الدول المجاورة التي لم تبتلى بأصحاب
الولاء الخارجي الذي يحملهم على رفع صور الخميني والخامنئي في
احتجاجات تدعي أن لها مطالب اجتماعية واقتصادية وحقوقية.
طهران التي أبدت انزعاجها الشديد اليوم من إحباط إحدى حلقات مخططها
في الخليج عبر قدوم القوات الأمنية الخليجية المساندة للأمن البحريني،
لم تزل تشجع "الثورة" و"حرية الرأي" و"المشاركة السياسية"، لكنها في
الوقت ذاته تضع الرابحين الحقيقيين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
والشخصيات ذات الجماهيرية الكبيرة في إيران قيد الإقامة الجبرية.
حزينة إيران لضياع "الحرية السياسية" للجيران سعيدة بوأدها في
إيران!
13/4/1432 هـ
- التصنيف: