سباق القلوب إلى رمضان - جهاد الأم في رمضان
هل تعلمين أن كل هذه المسئوليات التي على كاهلك، لو احتسبتيها طاعة لله عز وجل ستكونين في عبادة وسيكون لكِ من الأجور الكثير كون رعايتك كانت تكليف من الله عز وجل لكِ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع ومسئول عن رعيته
جهاد الأم في رمضان:
لا شك يا رفيقتي أن للأم دور بالغ وعظيم تجاه أسرتها، فهي الأم، والمربية والمعلمة، ومنبع المودة والرحمة والحب والحنان، مما يترتب عليه الكثير من المسئوليات والإلتزامات تجاه أسرتها حتى أنها قد لا تجد وقت تجلس فيه لتلاوة القرآن أو صلاة القيام، وكل هذا يتسبب لها في الحزن الشديد والخشية من فوات رمضان بدون أن يكون لها نصيب من العبادات التي يمارسها من حولها.
ولكن هل تعلمين أن كل هذه المسئوليات التي على كاهلك، لو احتسبتيها طاعة لله عز وجل ستكونين في عبادة وسيكون لكِ من الأجور الكثير كون رعايتك كانت تكليف من الله عز وجل لكِ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع، وهو مسئول عن رعيته» [رواه البخاري]
وليس ذلك فقط بل وعدك الله بأن أجرك لن يضيع إن أحسنتِ العمل حين قال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30]
وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك» [صحيح الجامع]
فهو سبحانه لن يُكلفك بعمل إلا ويزداد بها أجرك وقربك منه إن فعلتيها خالصة لوجهه سبحانه واحتسبتي الأجر فيها.
هذا بالإضافة يا رفيقتي إلى أنك ستجني الكثير من الفوائد:
منها أن تستشعري اللذة الحقيقة للعبادة لصدق شوقك إليها، تلك اللذة التي قد يفتقدها من تيسر له أمر عبادته ولم يعاني فيها.
ومنها أن تشعري بالرضا والسكينة تغمرك كونك الآن في عبادة "رعايتك لأسرتك" ومع ذلك ترغبي في المزيد من القرب لله عز وجل بصلاة القيام وتلاوة قرآن وغيرها.
مع أهمية الأخذ بالأسباب لاقتناص الدقائق واللحظات التي يمكنك فيها الاختلاء للدعاء والمناجاة أو تلاوة آيات من القرآن أو صلاة ركعتين خفيفتين (حتى لو كانت مناجاتك في همس وأنتِ جالسة بين أبناءك تحضرين الطعام).
يقول ابن القيم رحمه الله: (إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم) [الفوائد]
فاجتهدي يا رفيقتي في التفكر في الله آناء الليل والنهار، ولا تحرمي نفسك من لذة مناجاته والدعاء إليه وترديد الأذكار ولو بصوت هامس ينتبه له أبناءك، فيرسخ في أذهانهم ويقتدوا بكِ ويتذكروكِ في دعائهم.
- التصنيف: