هل سنبني أم نختلف

منذ 2011-04-13

الحقيقة أن المتفق عليه كثير وكثير جداً بين الشعوب والحراك الإسلامي العام بكافة أطيافه سواء العلماء الرسميين أو الحركات الإسلامية وكذا المتفق عليه بين الإسلاميين أنفسهم باختلاف توجهاتهم كثير كثير


دقت ساعة العمل , ثورة ... ثورة ... هيا نحيي الأمل , بيت بيت , حارة حارة , زنقة زنقة , قوموا نعمل بلا ملل .
حققت الثورات العربية ما لم يكن يحلم به الملايين من أبناء الدول التي تحررت من الظلم الطغيان , فهل نستثمر مناخ الحرية لتحقيق الإنجازات الملموسة والنهوض بأمتنا من جديد , ورفع راية التوحيد , بالعلم والدعوة والعمل وبناء الاقتصاديات الإسلامية , والتعاون بين كافة أبناء الحراك الإسلامي لكسب ثقة الجماهير المتعطشة لخدمة أمتها ودينها , أم سنتفرغ للخلافات الجانبية , و ادعاء السببية في نجاح الثورات , والاستعلاء على باقي الحراك الإسلامي .
الحقيقة أن المتفق عليه كثير وكثير جداً بين الشعوب والحراك الإسلامي العام بكافة أطيافه سواء العلماء الرسميين أو الحركات الإسلامية وكذا المتفق عليه بين الإسلاميين أنفسهم باختلاف توجهاتهم كثير كثير .
فالشعوب هي الوعاء الحقيقي للعلماء والدعاة فهم من الشعب خرجوا وبينهم عاشوا , لذا على الجميع أن يعي حساسية الوقت الراهن وضرورة التفرغ للبناء واتساع الصدور للتعايش من أجل عمارة وبناء الأمة , بناءً عقدياً دعوياً اقتصادياً تعليمياً اجتماعياً ثقافياً صناعياً عسكرياً .
إعادة البناء تحتاج طاقات الأبناء , وأي تشرذم وتفرغ للخلافات في صالح الأعداء .
ما هي نقاط الالتقاء :
• الشعوب العربية المسلمة كلها تجتمع على توحيد الله تعالى , وتحتاج للدعاة المخلصين ليصححوا لها أي أخطاء أو بدع أو شوائب تعكر عقيدتها , ولن يكون ذلك إلا ببسط الكف وطلاقة الوجه وطهارة القلب , وحب الخير للناس وبذل النفس في الدعوة إلى الله .
• الشعوب العربية المسلمة تلتقي كلها على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره والإيمان برسالته , وتحتاج فقط لمن يذكرها بمنهجه , ويدلها على كيفية اتباعه صلى الله عليه وسلم .
• الشعوب العربية تجتمع على محبة الأوطان والسعي لرفعتها وعلو مكانتها والارتقاء بها , وتحتاج لجهود علماءها ومخترعيها ومفكريها ومنتجيها وصناعها وزراعها وتجارها ليقوموا بإعادة بناءها والصعود باقتصادها ويجتمع في هذا الهدف كافة العرب من كافة الديانات الموجودة .
• العقلاء من نصارى العرب يوقنون بأهمية التعايش مع الأغلبية المسلمة ويعلمون فضل الإسلام في إفشاء الأمن والسلام طوال القرون الماضية منذ بزوغ فجر الرسالة وحتى يومنا هذا , ويوقنون بأنهم ما عاشوا مكرمين غير مضطهدين إلا في ظل الدولة الإسلامية , فلماذا نسمح لعملاء الغرب واليهود ببث النزاع والفتن بين أبناء الوطن الواحد .
• الطوائف الليبرالية والعلمانية من المفترض أنها تسعى للنهضة بالأوطان , فلماذا لا يطبقوا ديمقراطيتهم مع الإسلاميين ويسمعوا لهم ويتحاوروا معهم للوصول لنقاط نهضة متفقة يمكن الوقوف عليها , أم أن الديمقراطية المزعومة لا تصلح إلا لإعلاء إله الليبرالية , وتخشى من شريعة إله الإسلام سبحانه وتعالى .

رسالة لدعاة الإسلام وللشعوب المتعطشة للحرية :
إن الشباب الثائر الذي فدى أوطانه بدمائه , ورفع يده بالتكبير أمام الموت فلم تردعه مخافة الموت أو تثنيه عن التفريط في حق ربه ثم في حق نفسه ووطنه , حق الحرية والكرامة والعيش .
إن الشباب الذي أعاد للأمة بهجتها لحري بأن يبذل الدعاة والعلماء أرواحهم وأوقاتهم ليقربوه من ربه ,ويدلوه على سبل الخير التي ظهر بجلاء تعطشه لها لا فرق في ذلك بين عالم الدولة الرسمي وعلماء ودعاة الحركات الإسلامية فكلهم جند الله .
وإن هؤلاء الشباب الأطهار جديرون ببذل مخترعي الأمة وعلمائها التقنيين والاقتصاديين النفس والوقت ليقودوهم لتحقيق نهضة الأمة الحضارية .
إن الخلاف شر , والتفرغ لإظهار الفروق والاستعلاء على الآخر ما هو إلا فراغ عقلي وخواء قلبي , لا وقت له , فلا مكان للأحقاد , سواء داخل الصف الإسلامي أو خارجه
"وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "[الأنفال : 46]

فالساعة ساعة عمل وبناء ولا مكان لوسوسة الشيطان ونفخه , أسأل الله أن يعصمنا أجمعين منه ومن وسوسته .
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "[آل عمران : 103]

"وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ "[الحج : 78]

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 4,550
  • أم عبد الرحمن

      منذ
    بنتظر شباب الاسلام من شيوخهم ان يبينوا لهم الطريق . جزاكم الله خيرا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً