فن هابط

منذ 2017-09-27

قام الملاحدة والوثنيون في الصين وكوريا وغيرها بأفلام قصيرة تتكلم عن قيمة الصدَقة، وقيمة الصدْق، وقيمة الأمانة، وخطورة الغش والواسطة والمحسوبية.. وغيرها.

ليعلم الفنانون أنهم كانوا كاذبين.. تأتي الإجابة أحيانا من الملحدين..!

أغرق العفن الفني من دخل في هذا المجال، عفن أخلاقي، بل وعفن عقدي لازم له في الغالب.

عفن أخلاقي لا يتمثل فقط في التعري والقذارة الأخلاقية، بل أيضا يشمل النفاق السياسي.

والخطورة أنه يعتمد أهدافا مقصودة للتغيير الأخلاقي والاجتماعي والقيمي للمجتمع، وهو تغيير سلبي مقصود..

ومن هنا فالتفاهات المطروحة مقصودة! بحيث تكون لغة تجار المخدرت وسفالة الشوارع ولهجة البلطجية هي قمة يسعى المجتمع لتشربها والتكلم بها..! والإغراق في التفاهات والاهتمامات الهابطة، ونقل تفاصيل الجريمة بما يغري الناس بها وبما يثمر تعليمها للجميع تحت لافتة (الواقعية).

بل وصل الانحطاط الى تصوير الناس في حالة قضاء الحاجة بالمؤثرات الصوتية..!!

إنها مقاومة مستميتة لأي ارتفاع ممكن..!

والحجة الدائمة للإنهيار الأخلاقي وعرض العري القذر هو قولهم ووصْمهم أن القيم الأخلاقية (قيود) على الفن، وأنها مصادمة لعنصر الإبهار وللمتعة الفنية.

وهذا تدمير أخطر من التدمير الجسدي والعسكري للأمم.

فجاءتهم الإجابة من الشرق الملحد والوثني، يقدم أفلاما قصيرة، حيث أدركوا ما لم يدركه هؤلاء المتلخفون عندنا الذين أعماهم كرْهُهم لما أنزل الله وانبهارهم المرَضي بالغرب، أدرك هؤلاء أن القيم ضرورة للحياة، لا قيم التعري الأبله، ولا التفاهات المقيتة، بل القيم المتوافقة مع الفطرة والتي جاء بها ها الدين بأجمع وأسمى ما تكون..

قام الملاحدة والوثنيون في الصين وكوريا وغيرها بأفلام قصيرة تتكلم عن قيمة الصدَقة، وقيمة الصدْق، وقيمة الأمانة، وخطورة الغش والواسطة والمحسوبية.. وغيرها.

وهي أفلام لا يقال عليها أقل من أنها بنّاءة، تجمع المضمون القيمي والإبهار الفني والمتعة المحببة للنفوس، وتوسيع دائرة النظر وتوسيع دائرة المشاعر، والتأثير الوجداني العميق والإيجابي والدافع الى العمل..

جاءتهم من منكري الأديان؛ ليثق المؤمنون أن بإمكان إقامة المسلم لفن محترم، يرقى بالنفس ويمتعها ويبهجها في آن واحد.. وليعلم المقاولون لدينا والأنفار والأبقار ـ المسموْن منتجون ومخرجون وفنانون ـ أنهم كانوا كاذبين.

وأن كثيرا ما يخسر الناس في حالة الهبوط الحالي والتي تحرمهم من خير ما يحمله لهم هذا الدين..

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 3
  • 0
  • 13,630

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً