لم يرد الله أن يطهر قلوبهم

منذ 2017-09-28

احفظ قلبك فلا يكون فيه إلا الصدق وإرادة الحق ومحبته، ولا يكون لبدنك غذاء إلا الحلال الخارج من تحت إذن الشريعة.

وإذا سمعت قول الله تعالى {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} ثم قوله بعدها في وصفهم {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ }.


فاعلم:

1) أن للقلب غذاء من الصدق والحق أو الكذب والباطل، كما أن للبدن غذاء من حلال هنيء أو حارم وبيء.

2) وأن من كان غذاء قلبه سماع الكذب، وغذاء بدنه السحت من الحرام، من الرشوة والربا وغيره، فاعلم أن هذه القلوب قريبة من الفتنة.

3) واعلم أن الأذن قمع للقلوب فهي تجمع الكلام وتصبه في القلب.

4) فإن أصغى القلب للباطل نُسب اليه السمع إذ لا يرفض الباطل مهما عُرض عليه، ولا يرفض الكذب والبهتان، ولا يرفض الدعوة الى رد دين الله واتهام شرعه وسب رسوله، وإلصاق التهم بالشرفاء وتلميع الداعرين والفجرة والفساق، والكذب على تاريخ المسلمين وأبطالهم ورجال فتوحاتهم.. عندئذ يُلصق الإصغاء الى القلوب ذاتها كما قال تعالى {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ}، ولم يقل ولتصغى اليه (آذان).

احفظ قلبك فلا يكون فيه إلا الصدق وإرادة الحق ومحبته، ولا يكون لبدنك غذاء إلا الحلال الخارج من تحت إذن الشريعة.

ارفض الكذب لو سمعته ورد الباطل مهما تزخرف، وابق على الطريق، وتحر الحلال من وجهه واتق الحرام ولو دقت حرمته.

ثبتنا الله وإياك.

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 4
  • 0
  • 16,677

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً