كُرد ستان ..ونُذُر البُركان ..!
الأكراد الذين عاشوا طوال القرون المتوالية جزءًا مكرمًا في أمة تحترم كافة مكوناتها التي تجمعها رابطة لا إله إلا الله.. استطاعت الدول "الرأسمالية" استقطاب زعاماتهم " الشيوعية الماركسية" لينفذوا بهم وبالرافضة معهم الأجندة التقسيمية الجديدة المعروفة بـ (خريطة الدم) التي تواتر الكلام عنها في عهد سيء الذكر (بوش الابن)، وكان البدء من العراق، الذي كان من أكبر أهداف غزوه أن يتعرض للتقسيم وفق مخططات التفتيت الطائفي والعرقي.
كم حذر المخلصون من علماء الأمة ومفكريها من مغبة الروابط الهزيلة البديلة لرابطة الإسلام، كالقوميات والوطنيات والتحزبات القائمة على غير فريضة الولاء والبراء..؟ وكم جنت أمتنا من الثمرات المُرة، مَرةً بعد مَرة من نتاج تلك الأشجار الخبيثة الرخيصة التي جنت على أجيال وأضاعت أعمار.. فماذا جنينا مثلًا من روابط القومية العربية والوطنيات المحلية التي لم تخرج لنا غير زعامات كرتونية، سرعان ما تنافست وتقاتلت تحت رايات الأهواء، وبحسب أمزجة الزعماء..؟
أعداؤنا كانوا – ولايزالون – ساعين في تمزيق وحدة أمة محمد – صلى الله عليه وسلم - تحت الدعاوى المختلفة للوحدة على أي شيء غير دينه وسنته، وفي الوقت الذي سارع فيه الغرب الصليبي الحقود الحسود، بزعامة الولايات (المتحدة) على الشر، إلى تفكيك ما تبقى من مظاهر الوحدة (الشكلية) في عالمنا العربي والإسلامي؛ فقد صارعوا في ذات الظروف إلى إنشاء كيانات ذات وحدة (حقيقية) لتنضاف إلى القوى المعادية لمجموع الأمة؛ والموالية لجميع أعدائها، فبعد فراغهم من تهيئة كافة الظروف الموضوعية والواقعية لتفعيل مشروع (إسرائيل الكبرى - من النيل للفرات) في أوقاتنا الضائعة؛ ها هم يختلقون الصراعات لتحويل مشروع (كردستان الكبرى) إلى حقيقة واقعة..
الأكراد الذين عاشوا طوال القرون المتوالية جزءًا مكرمًا في أمة تحترم كافة مكوناتها التي تجمعها رابطة لا إله إلا الله.. استطاعت الدول "الرأسمالية" استقطاب زعاماتهم " الشيوعية الماركسية" لينفذوا بهم وبالرافضة معهم الأجندة التقسيمية الجديدة المعروفة بـ (خريطة الدم) التي تواتر الكلام عنها في عهد سيء الذكر (بوش الابن)، وكان البدء من العراق، الذي كان من أكبر أهداف غزوه أن يتعرض للتقسيم وفق مخططات التفتيت الطائفي والعرقي، التي تتابعت وتتجددت منذ وثيقة (كيفونيم) الصهيونية في الخمسينات، ثم مخططهم لـ (الدويلات الطائفية) في بداية الثمانينات، وحتى مخططات الشرق الأوسط الكبير، لليهودي (برنارد لويس) في التسعينات..
الأكراد العراقيون إذا نجحوا في الانفصال بالثلث الغني من العراق، فسوف ينفرط عقد الوحدة الصورية فيه وفي البلدان المجاورة التي بها أقليات كردية، والتي تمثل كتلة سكانية متجانسة تبلغ نحو خمسة وعشرين مليونًا من البشر، وتجمع في أراضيها كل مقومات الاستقلال السياسي والاقتصادي والعسكري. أما أكراد سوريا الذين أنشأت أمريكا قواعد عسكرية على أراضيهم في الشمال الشرقي السوري؛ فهي تحارب بهم ومعهم للانفصال بذلك الشمال؛ وقد دأبوا على استعمالهم كأداة من المرتزقة العسكريين، ساعية في الوقت نفسه للاستفادة من صداقتهم لإيجاد موقع بديل لقاعدة (إنجرليك) في تركيا، التي لن يتركوها حتى يوقعوها في حبائل وخيوط خططهم للتقسيم،من خلال أكرادها الذين يقاتلون للانفصال منذ عدة عقود..
مشروع (كردستان الكبرى) سيكون عامل إشغال وإشعال جديد في المنطقة، يزيد من تسريع وتيرة تقسيم العرب الرسميين وتقزيمهم..والمخطط له أن تضع (كردستان الكبرى / العلمانية) يدها في يد (إسرائيل الكبرى/ اليهودية)، ليتحالف الطرفان مع (إيران الكبرى/ الشيعية الفارسية) وليتحد الجميع ضد بقايا العروبيين القوميين والوطنيين في كيان الهوان بولايات (عروبستان) الصغرى.. التي ستظل صُغرى مالم تبادر شعوبها بقيادة عقلائها وحكمائها للسير بالأمة في طريق الإسلام حتى تتسلم الزمام من أيدي سفهائها ومترفيها الذين فسقوا فيها..
نقطة الضوء الوحيدة في نهاية هذا المكر الكُبَّار، أن حلف الفجار المعقود بين طوائف النفاق وأصناف الكفار؛ سيدخل في مسلسل التفكك والانهيار، حيث يتوقع أن يتورط الحشد الشعبي الشيعي بالعراق في مواجهات وصدامات ضد البشمركة الكردية العلمانية، وهو ما سيعود بالارتباك في سوريا على علاقات كل من عصابات حزب الشيطان اللبنانية الشيعية وقوات سوريا الديمقراطية الكردية، فيوهن ذلك خطط الإجرام النصيرية، وربما تتصاعد الأمور نحو اختلال التوازنات الدولية بين قوى الاحتلال العالمية المتنافسة على الكعكات العراقية والسورية..
وكل هذا سيعود – بإذن الله - تخفيفًا ولطفًا ومددًا من رب العالمين، للموحدين المستضعفين.. ولتعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بعْد حِين...