الموقف الحقيقي للصفويين من قضية فلسطين.. حرب المخيمات نموذج مبكر

منذ 2011-05-01

من أجمل ما رأيته في الكتاب بصيرة المؤلف النافذة وقدرته على قراءة ما يتخفى بين السطور، فهو يقيم البراهين الساطعة على أن التحالف بين نظام حافظ الأسد "العلماني نظرياً فقط" مع المجوس لم يبدأ مع تسلط الهالك الخميني على إيران، وإنما يعود إلى عهد الشاه


بعض الكتب تسبق زمنها وقد تكون رائدة في مضمارها.. وكتاب : (أمل والمخيمات الفلسطينية) يستحق هذا الوصف عن جدارة، فهو يكاد يتفرد في التوثيق الأمين والآني لمجازر الأشقاء الفلسطينيين في لبنان قبل ربع قرن من الزمان على أيدي عصابات حركة أمل الرافضية التي أسسها الهالك موسى الصدر. والكتاب يمثل الجزء الثاني من الكتاب الشهير والخطير (وجاء دور المجوس) لعبد الله الغريب، وقد صدر الجزء الأول لفضح الخميني وثورته البائسة، عشية اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، في ذروة الانبهار الأعمى لدى أكثر التيارات الإسلامية بالخميني الذي ضللهم بشعاراته الكاذبة.


وحتى وقتنا الحاضر ما زال كتاب : أمل والمخيمات الفلسطينية جديراً بالقراءة والمناقشة، لأن التآمر الصفوي على القضية الفلسطينية ما زال على أشدّه، من خلال الاتجار بشعارات المقاومة المزيفة والممانعة المفتراة. ولعل خير شاهد قريب، يتجلى في الفتك الدموي الرافضي بالفلسطينيين اللاجئين إلى العراق، على أيدي عصابات مقتدى الصدر المسمى "جيش المهدي" وعصابات الحكيم "فيلق بدر"!! ناهيكم عن شماتة المجوس الجدد باغتيال الصهاينة للشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله تعالى، المثبتة بالصوت والصورة كما تبثها قناة صفا وقناة وصال، مصحوبة بدعاء الزنادقة أحفاد أبي لؤلؤة لعمهم المجرم شارون عقب مذبحة مخيمة جنين، إذ يقول هؤلاء الخونة: سلمت يداك يا شارون!! -كذا والله-!!!!


يتألف الكتاب من ستة فصول، تبدأ بتصريحات وأقوال مختارة لشخصيات بارزة في الصراع ضد فلسطين، ثم فقرات مختارة من الجزء الأول من كتب: وجاء دور المجوس، يليها عناوين مثيرة للاهتمام، وأبرزها: أصول لا بد من معرفتها -الثورة الإيرانية ومنظمة التحرير - معارك 1976م وتل الزعتر-الاعتداءات على المخيمات التي سبقت مجازر أمل- شهود المذبحة (وعددهم ستة) - مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982م- عدوان أمل على المخيمات الفلسطينية-


وصف لسير المعارك -صور من الفظائع التي ارتكبتها قوات أمل -تقرير نشره الصحفي (جون كيفنر)- تقرير للصحفي البريطاني ديفيد بلاندي نشرته الصنداي تايمز- مرحلة ما بعد حرب المخيمات -مجزرة طرابلس -إقفال الملف اللبناني - الصدر والمجلس الشيعي الأعلى- التعاون اليهودي الشيعي -أمل على خُطا الكتائب - أضواء على شخصية نبيه بري- حلفاء الموارنة


الحركات الموالية لإيران -حركة أمل وآيات قم - قواسم مشتركة - موقف الرافضة من أهل السنة واحدة- الرافضة لا يصدقون- لماذا يستغربون تعاون أمل مع الموارنة - سياسة توزيع الأدوار- بري بين العلمانية والطائفية -الفلسطينيون بين فكي الكماشة -عرفات يبحث عن دور-
تحالف المنظمة مع الباطنيين- تحالف المنظمة مع الصليبيين- تحالف المنظمة مع السوفييت -
وهل بعد ذلك من نصر؟! -عودوا إلى الله -إن ربك لبالمرصاد.


ومما يمتاز به هذا الكتاب القيّم-بالإضافة إلى ريادته وأمانته وتوثيقه الأحداث الفاصلة والأقوال المعبّرة-انطلاقه من الثوابت الشرعية، وغيرته الجلية على القضية الإسلامية الكبرى: قضية فلسطين، وتركيز دفاعه عن الأصل:القضية وشعبها وليس عن هذا القائد أو ذاك، بل إن مما يحمده له القارئ المنصف إماطته اللثام عن مخازي تجار القضية من زعماء الفصائل الفلسطينية حينئذ بلا استثناء.


ومن أجمل ما رأيته في الكتاب بصيرة المؤلف النافذة وقدرته على قراءة ما يتخفى بين السطور، فهو يقيم البراهين الساطعة على أن التحالف بين نظام حافظ الأسد "العلماني نظرياً فقط" مع المجوس لم يبدأ مع تسلط الهالك الخميني على إيران، وإنما يعود إلى عهد الشاه المخلوع!! وفضلاً عن كون هذه المعلومات غير معروفة على نطاق واسع، فإن لها دلالات عميقة على أن الأسد سبق ظهور الخميني في التآمر على العرب والمسلمين!! فحرصه على الصفوية كان في عهد الشاه بهلوي ذي القشرة العلمانية!!!


24/5/1432 هـ
 

المصدر: مهند الخليل - موقع المسلم
  • 1
  • 10
  • 9,428

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً