خواطر د. خالد روشة - قمة المهانة! (3)

منذ 2017-11-01

يموت، كأي شىء يموت، فيستريح منه الحجر والشجر والدواب، كما في الحديث، ويترك ميراثه مما جمعه ليملكه آخرون، وما إن تمر أيام قليلات إلا ويصير طي النسيان، ويلقى جزاء عادلا موفورا، ففي صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال «مستريح ومستراح منه» قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» (أخرجه مسلم).

لا شىء سيكون وفيا له في هذه الحياة التي صارع عليها، حتى أقرب المقربين منه، يصبح همهم ميراثه، ويصبح موته لهم سعادة وفرحة!

لقد عاش حياته مهانا إهانة فعلية، بكل المعاني، فقد أهان نفسه ببعده عن خالقه، وأهان جسده بغفلته عن العبودية وسقوطه في الإثم، وأهان عقله بإهماله غذاءه الحق من العلم والقرآن والخير، وأهان أسرته بعدم نصحهم، وعدم تعليمهم الخير، وأهان حياته بإنفاقها فيما لا ينفعها بل يضرها.

يتبع...

خالد روشة

داعية و دكتور في التربية

  • 0
  • 0
  • 6,060
المقال السابق
قمة المهانة! (2)
المقال التالي
قمة المهانة! (4)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً