جعفر: مقاتل حتى أخر قطعة من جسده

منذ 2017-11-18

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما -كما جاء في البخاري-: "وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره".

مقاتل حتى أخر قطعة من جسده... هل تعلمون من هو؟

إنه جعفر بن أبى طالب شقيق علي بن أبي طالب كان رقمه 32 في تاريخ الإسلام في المسلمين في مكة، لقبه أبو المساكين هاجر مرتان إلى الحبشة والمدينة، الداعية الذي أسلم على يديه النجاشي، وأخيرا جعفر الطيار .

أتوقف مع أهم لحظات حياته في غزوة مؤتة في العام الثامن للهجرة توجه المسلمون بجيش عدده 3 ألاف ليقاتلوا الروم (أكبر قوة في العالم وقتها كالولايات المتحدة الأمريكية الأن) هذا الجيش خرج بأوامر استراتيجية من النبي صلى الله عليه وسلم القيادة لزيد بن حارثة فالقيادة لجعفر بن أبى طالب فإن قتل فالقيادة لعبد الله بن رواحة.

وعندما تواجه الجيشان 3 ألاف مسلم أمام 200 ألف من الروم لم يسجل التاريخ همسة واحدة أن زيد بن حارثة تردد في القتال بل قاتل وأستشهد وعندما جاءت القيادة لجعفر بن أبى طالب كان الموقف صعب فقد أستشهد زيد بن حارثة والروم 200 ألف يعني بالتفكير العقلي الحرب تعني إبادة لجيش المسلمين.

ولكن هؤلاء القادة وجعفر بن أبى طالب لم يفكر أبدا بعقلية المنهزمين المرتعشين من الأسباب المادية لأنه تربى على المنهج النبوي إنه يقاتل في سبيل الله لنصرة الاسلام وإنه مكلف بأمانة قيادة الجيش للجهاد في سبيل الله فأستلم الأمانة في شدة أتون المعركة وقاد الجيش وحتى يعطي القدوة للافراد.

( لم يقم بمبادرة هدنة أو تفاوض أو الإنسحاب للحفاظ على الجيش) قام رضي الله عنه بعقر فرسه وأمسك سيفه وقاتل فهوجم من كل مكان فقطعت يده اليمنى ماذا يفعل؟

أمسك رضى الله عنه السيف بيده اليسري فقطعت يده اليمنى ماذا يفعل؟

هل يحافظ على دماء المسلمين وعلى نفسه وقد ابلى بلاء حسنا ويرفع الراية البيضاء؟

أبدا بكل إصرار يمسك الرأية بعضديه ويعلنها ثبات حتى الموت في سبيل الله لا تراجع ولا استسلام للكفرة بل جهاد حتى النصر أو الشهادة، فتوالت عليه الضربات وهو ثابت حتى أستشهد رضي الله عنه.

( المسلم تاتيه ضربة بلاء بفقد وظيفة أو فقر أو مرض أو سجن فيفكر بالتراجع عن ثوابته ويحلل لنفسه أنه كيس فطن وإنها مناورة حتى يذهب البلاء).

ولكن جعفر تتوالى عليه الضربات ولا يهتز ولا يتراجع عن مكانه ويرفع الرأية حتى استشهاده.

(إنه درس عظيم في ثبات القيادة من شيوخ وجماعات فأين من تولى قيادة للمسلمين وكل يوم يتقربون لعدوهم -كي يرضى عنهم- ويتفاوض من ثبات جعفر حتى استشهاده!).

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما -كما جاء في البخاري-: "وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره".

توقف امام هذا اللفظ... أي: ليس منها شيء في ظهره؛ يعني أنه قاتل دائمًا من أمام، لم يفر ولو للحظة واحدة رغم توالي الضربات خمسين ضربة وكتب السير ذكرت إنه وجد به تسعين ضربة لا توجد ضربة واحدة في ظهره .

الله أكبر الله أكبر

توقف أخي المسلم وفكر في هذا الثبات العظيم تتوالى الضربات وتقطع الأعضاء، وهو ثابت لا يتزحزح لحظة واحدة (وهو في ريعان شبابه في الأربعين من عمره عنده ثلاثة أولاد صغار لم يفكر في مشروع لتأمين مستقبلهم أو معاش أو العودة لهم بل تتوالى الضربات وهو ثابت لا يتزحزح ما أروعك يا جعفر).

لذلك كان الجزاء السريع من أرض المعركة إلى الجنة مباشرة، لا يسير فيها، بل يطير بجناحين، فقد روى الحاكم والطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكًا فِي الْجَنَّةِ، مُضَرَّجَةً قَوَادِمُهُ بِالدِّمَاءِ، يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ».

وروى البخاري أيضًا أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان إذا حيَّا ابن جعفر قال: "السلام عليك يابن ذي الجناحَيْنِ".

فقد أبدل الله جعفر بن أبي طالب بدلاً من يديه اللتين قطعتا في سبيله بجناحَيْنِ يطير بهما في الجنة.

لذلك يجب على كل مسلم أن يؤمن بيقين إنه طالما ثابت على الحق فإن البلايا مهما توالت سيبدلك الله خيرا منها.

اللهم ثبتنا واجمعنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه في الجنة

  • 6
  • 0
  • 26,881

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً