هذا ما يحتاجه الإعلام الإسلامي الآن (اقتراحات يمكن تعميمها على سائر الدول العربية)
منذ 2011-05-14
أحزن كثيراً كلما أجد البعض يشتكي من أن الأزمة المعرقلة على طول الخط هي أزمة مالية، وأعيب بشدة على "بخل" من فتح الله عليه بعد أن وعد الله من قبل عندما كان يتمنى ولا يجد، فأخلف وعده عندما أختبره ربه وأعطاه..
لا يختلف متدين في المجتمع المصري على أن الساحة المصرية بحاجة الآن إلى إعلام متدين يوازن وباحتراف إعلامي المشهد المصري المتدين قبالة الهبة الإعلامية الليبرالية الموجهة أمريكياً وبريطانياً ضد تدين المجتمع المصري، وحرص المجتمع على مرضاة ربه في حركاته وسكناته.
من هذا المنطلق تعالت أصوات عدة لضرورة وجود أكثر من صحيفة يومية متدينة محترفة، علاوة على وجود قنوات تليفزيونية تلبي حاجات المجتمع المصري، وتنافس باحترافية القنوات الفضائية الموجودة على الساحة.
أحزن كثيراً كلما أجد البعض يشتكي من أن الأزمة المعرقلة على طول الخط هي أزمة مالية، وأعيب بشدة على "بخل" من فتح الله عليه بعد أن وعد الله من قبل عندما كان يتمنى ولا يجد، فأخلف وعده عندما أختبره ربه وأعطاه.
بالعموم وقفزاً فوق هذه الأحزان المؤلمة سأحاول أن أقدم بعض النصائح الإعلامية للفضائيات الإعلامية الإسلامية القائمة بالفعل، نصائح تحاول أن تلبي بالفعل حاجة المجتمع المصري الذي ينصرف إلى القنوات الأخرى التي تتفاعل مع الأحداث الساخنة الجارية لحظة بلحظة، فتعيش الأسرة المصرية في قلب الحدث في أوقات ذروة، بعدما يعود كل فرد من أفراد الأسرة من عمله أو تعليمه، ويرغب في أخذ جرعة إعلامية قبل نومه تضعه على خط الأحداث.
وهذا التفاعل اللحظي ضعيف جداً لدرجة الانعدام في القنوات الإسلامية، فلا نجد نشرة على رأس كل ساعة، ولا نجد لها شبكة مراسلين في المجلس العسكري، مجلس الوزراء، الوزارات، المحافظات ودواوينها الرسمية، في الشارع، وفي قلب الأحداث الجارية.
كما لا نجد استضافة للمسئولين المؤثرين في الحياة السياسية الآن كأعضاء المجلس العسكري أو الوزراء، ولا حتى الشخصيات السياسية المؤثرة في المشهد، حتى شريط الأخبار الموجود في بعض القنوات الإسلامية لا تشعر معه بالاحتراف المتوافر في القنوات الأخرى، وعليه أقترح على القنوات الإسلامية القائمة الآتي:
أولاً.... أن تنشئ كل قناة مركزاً للأخبار برئاسة صحفي أو إعلامي متدين ومحترف، على أن يضم معه مجموعة من الشباب الأكفاء، حتى يتم صناعة الخبر، صياغته، وإعداده للتوجيه والتحليل باحتراف ومهنية.
ثانياً.... تكوين شبكة من المراسلين الأمناء والأكفاء، يتواجدون في قلب الحدث بصحبة فريق التصوير، وتحت توجيه رئيس مركز الأخبار. على أن يتواجد بعض المراسلين بصفة دائمة في؛ المجلس العسكري، مجلس الوزراء، الوزارات، والمحافظات، فضلاً عن التواجد في قلب أي حدث مستجد.
ثالثاً... أن تبث القنوات الإسلامية على رأس كل ساعة نشرة إخبارية، تتناول مستجدات الساحة المصرية والإسلامية. يقدمها شباب متدين لبق، ولديه احتراف في توجيه النشرات، وإدارة الحوارات، والاتصالات الهاتفية مع المراسلين والخبراء.
رابعاً... حتمية وجود برنامج يومي في وقت الذروة الإعلامية المصرية، وهي من الساعة التاسعة مساءً وحتى الساعة الحادية عشر ونصف مساءً، على أن يتضمن هذا البرنامج:
فقرة لخلاصة مستجدات اليوم.
فقرة ميدانية مع مراسلين القناة في قلب الأحداث، ولاستطلاع آلام الناس ومطالبهم في المجتمع.
فقرة سياسية تحليلية شرعية للمشهد اليومي، يحاضر فيها خبراء متدينون يقرءون الحدث قراءة إستراتيجية منضبطة بالضوابط الشرعية، ويوجهون الأحداث نحو نصابها الصحيح.
فقرة دعوية يستضاف فيها أحد الدعاة أو العلماء، يتم التحاور معهم في أهم القضايا الدعوية التي يحتاجها المجتمع المصري فعلياً في هذه الأيام.
فقرة لبناء مصر الحديثة، يتم فيها يومياً استضافة خبير علمي مصري في قطاع من القطاعات (الطبية، التعليمية، العلمية، الاقتصادية، الخيرية، الزراعية، الصناعية، التقنية، إلخ) يناقش ويقدم الخبير العلمي فيها الرؤى العلمية لتطوير القطاع الذي ينتمي إليه.
خامساً....بالنسبة للعلماء الفضلاء، فإنني أرى أن أفضل استثمار لعطائهم العلمي بأن تنتقل الكاميرا إليهم في حلق علمهم في المساجد، ليتم بثها في أوقات متباينة في أوقات اليوم، تحت شعار كراسي وحلق العلماء، كما يمكن تقطيع عدة دقائق هامة من هذه الدروس العلمية، وبثها من خلال فقرة الدعاة في البرنامج اليومي الذي أشرنا إليه أعلاه، ويكون حضور العلماء للقنوات في برامج حوارية مركزة وطويلة، يديرها محاور متدين ومحترف. تبث أيضاً في أوقات ذروة يومي الخميس والجمعة على سبيل المثال، لو رغبت القنوات في تخفيض ساعات برنامج الذروة اليومي يومي الخميس والجمعة، وفي ذلك جمع لأكثر من حسنة، ففيه عودة للالتفاف حول العلماء في المساجد والتفاعل المباشر معهم ومع مشكلاتهم وهمومهم ومستجدات بلدهم اليومية، وفتح أفاق أفقية للانتشار الدعوي داخل المجتمع، الحفاظ على أوقات العلماء والدعاة المهدر في الانتقال لمدينة الإنتاج الإعلامي، وفي ذات الوقت الرسالة الدعوية التي يريد العالم أو الداعية أن تصل عبر الإعلام الفضائي ستصل من خلال بث شريط الدرس الذي سجل له في برنامجه الأسبوعي، كما أن حضور الداعية أو العالم على الساحة الإعلامية وتوجيه الأحداث بصورة أكثر انتشارية سيكون حاضراً أيضاً من خلال البرنامج الحواري الذي اقترحناه أعلاه.
سادساً.... في ظل ما سبق من مقترحات مختصرة أحسب أن نسبة المشاهدة بإذن الله سترتفع، والتوزان سيكون حاضراً ومشهوداً، وهذا من شأنه توافر نسبة عالية من الإعلانات المثمرة التي ستحاسب بالثانية لا بالنصف ساعة كما في حالة اللحاف والبطانية.
فقط أذكر أنه لو تم الإنفاق جيداً في البداية على هذه المقترحات، ثم من عوائد الإعلانات المأمولة، ونفذت المقترحات بذكاء واحتراف وإدارة جيدة للملفات، سيكون الحضور المجتمعي للقنوات الإسلامية بإذن الله جادً، ويحسب له ألف حساب.
13-05-2011 م
المصدر: الهيثم زعفان - موقع المسلم
- التصنيف: