انتحار الديمقراطية.. هل يعجل باندحار الجبرية..؟
لا نشك في عودة حكم الإسلام في صيغته الراشدة الربانية، عقب انتهاء تلك المرحلة الجبرية..ولكن بعد حقبة مخاض انتقالية، هي - والله أعلم - تلك تعيشها بلاد المسلمين بعد إجهاض الثورات العربية،
لأن العلمانية - بشقيها الشرقي والغربي - هي دين من لادين له؛ فإنها تثبت يومًا بعد يوم عدم جدارتها بإصلاح الحياة وإسعاد البشر، فمثلما سقطت بالأمس شيوعية الكفر والفقر على يد من شيدوها..فإن رأسمالية التوحش والأنانية تتهدم اليوم على رؤوس معتنقيها..وهاهي الديمقراطية المؤلهة لطواغيت الزمان تدخل مرحلة الانكسار والانحسار في ديارها فضلا عن خارج بلادها.. لتسقط بسقوط جدرانها (الخُشُبُ المُسَّندة) عليها، من أنظمة الشقاق والنفاق في بلادنا الإسلامية.!
في المشهد الراهن؛ تتهم الديمقراطية الأمريكية جاسوس الروس الدموي قراطي (بوتين) - بالتدخل في انتخاباتها التي أتت بالفيل الهائج (ترامب)! أما "ديمقراطية" الروس المقلدة للغرب تقليد الغراب لمشية الطاووس؛ فقد انتخبت السفاح (فلاديمير) للمرة الرابعة، رغم شهرته بالإبادة وشهوته للتدمير، بإشراف مباشر من (فيتو قراطية) الخمس الكبار بمجلس النصب الدولي، الذي يوشك فشله أن يعجل بنهاية النظام الدولي. أما سائر "الدكتا قراطيات" في بلاد العرب والمسلمين؛ سواء أكانت جمهوريات ملكية؛ أو ممالك شخصية؛ فإنها تتسابق يائسة في إطالة أمد مرحلة القهر الجبرية من خلال نحرالحرية على عتبات التوابيت الانتخابية أو المراسم الوراثية...!
ومن عجائب عصرنا أن يتزامن انطلاق (النظام الدولي) برعاية يهودية صليبية إلحادية عام 1913 مع بدء مرحلة الحكم الجبري القهري بسقوط الخلافة الإسلامية، لتكمل سنة 2013 مئة عام، مجسدة خلالها ظاهرة (بيع الحكم) - جمهوريًا كان أو وراثيًا - ليقترن بسائر النقائص السياسية والأمنية والاجتماعية، بل؛ والتعبدية المًظهرية..حيث قال - صلى الله وسلم - «بادِروا بِالأعمالِ سِتًّا: إمَارَةُ السُّفهاءِ، و كَثرةُ الشَّرْطِ، و بَيعُ الحُكمِ، و اسْتِخفافًا بِالدَّمِ، وقَطيعةِ الرَّحِمِ، و نَشْؤٌ يَتخذِونَ القرآنَ مَزامِيرَ، يُقدِمُونَ أحَدَهمْ لِيُغنيهم، و إن كان أقلهم فقهًا» [صحيح الجامع/رقم: 2812]..
لا نشك في عودة حكم الإسلام في صيغته الراشدة الربانية، عقب انتهاء تلك المرحلة الجبرية..ولكن بعد حقبة مخاض انتقالية، هي - والله أعلم - تلك تعيشها بلاد المسلمين بعد إجهاض الثورات العربية، وهي حقبة كان لابد منها للتمحيص وتمييز الثمين من الرخيص، مصداقًا لما صح به الحديث: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله ُأَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ُثمَّ سَكَتَ» أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (18406) وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح( 5306)..
هي إذن مرحلة انتقاء وانتقال.. و نرجو ألا يطول الانتظار..
- التصنيف: