مع القرآن - وما منا إلا له مقام معلوم
الملائكة عباد طائعون مسخرون لا يعصون الله ما أمرهم، يصطفون في طاعة أمر الله و خدمته سبحانه، يسبحون الله تعالى و ينزهوه عن كل نقص و عيب و شين.
{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ}:
ها هي الملائكة لا تتعدى قدرها و تعرف لله قدره، و تقر و تعلن بأنها لا تعدو قدرها و لا تزيد عليه، فلا هم بنات الله كما ادعى الكافرون المشركون، و إنما هم عباد طائعون مسخرون لا يعصون الله ما أمرهم، يصطفون في طاعة أمر الله و خدمته سبحانه، يسبحون الله تعالى و ينزهوه عن كل نقص و عيب و شين، فلا شريك له في ملكه ولا صفاته، له الكمال المطلق و منزه عن كل ضعف و عيب، سبحانه و تعالى عما يعتقد الكافرون.
قال تعالى:
{وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} [الصافات 164 – 166]
قال السعدي في تفسيره:
هذا فيه بيان براءة الملائكة عليهم السلام، عما قاله فيهم المشركون، وأنهم عباد اللّه، لا يعصونه طرفة عين، فما منهم من أحد إلا له مقام وتدبير قد أمره اللّه به لا يتعداه ولا يتجاوزه، وليس لهم من الأمر شيء.
{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} في طاعة اللّه وخدمته.
{وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} لله عما لا يليق به. فكيف - مع هذا - يصلحون أن يكونوا شركاء للّه؟! تعالى الله.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: