مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب
{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ *اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [ص 16 - 17]
{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} :
من غرور المعاندين لمنهج الله و توحيده عبر التاريخ استعجالهم عقاب الله سواء بسنن الله الكونية في العقاب أو بأيدي جند الله المؤمنين.
و من عدل الله ورحمته بالكافر قبل المؤمن أن الله يمهله فلا يعجل العقاب إلا بعد الإمهال , و عند انتهاء المهلة يحل عقاب يذهل المؤمن قبل الكافر .
و في مثل هذه المرحلة من عناد أعداء الله و استمرارهم في غيهم , على المؤمن أن يصبر و لا يتعجل نصر الله , وعليه أن يوقن بأنه على الحق المبين و أن أعداء الله على الباطل , فلا يهتز و لا يتزعزع إيمانه فهو مختبر بالصبر وهم مختبرون بضرورة المسارعة في التوبة و الدخول في دين الله قبل فوات الأوان.
قال تعالى:
{وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ *اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} [ص 16 - 17]
قال السعدي في تفسيره :
أي: قال هؤلاء المكذبون، من جهلهم ومعاندتهم الحق، مستعجلين للعذاب: { {رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا } } أي: قسطنا وما قسم لنا من العذاب عاجلا { {قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ } } ولَجُّوا في هذا القول، وزعموا أنك يا محمد، إن كنت صادقا، فعلامة صدقك أن تأتينا بالعذاب، فقال لرسوله: { {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } } كما صبر مَنْ قبلك من الرسل، فإن قولهم لا يضر الحق شيئا، ولا يضرونك في شيء، وإنما يضرون أنفسهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: