معاصي العادات
طريق الإقبال على الله عز وجل طريق فيه نوع تضحية، يتبعه خطوات صعبة، ويحتاج للتغلب على هذه العادات المجتمعية -التي هي معاصي- منهجيةً واضحة في التغيير.
من الإشكالات التي نواجهها، ويواجهها شباب وبنات هذه الأمة إذا أرادوا التقرب إلى الله أن المعاصي أصبحت عادات..
عادات مجتمعية يفعلها الجميع بلا نكير، ومع التعود عليها يقلّ النكير وتَخْفُت أصوات الحق.
عن عبد الله بن مسعود قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ، يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا" (صحيح البخاري [6308]).
إحساس في القلب هو فقط الذي تغيّر فتغيرت على إثره مشاعر وإحساس تجاه نفس الفعل..
نفس الفعل، نفس الزمان، نفس المكان..
أحدهم يراه بطريقة والآخر يراه بطريقة ثانية تماما،
لأن الأول يلبس نظارة الايمان، فيرى المعاصي بطريقة تختلف عن من لا نظارة له ولا إيمان. فينتج عنه أنه لا يرى هذه المشاكل.
الأفراح المختلطة والفجور الذي يحدث فيها -ولا أقل من كلمة فجور- من تعري واختلاط ورقص وفتن تكفي لنزول العقوبات وتدخين وتبرج واختلاط وكذب وترك للصلاة في غالب المجتمع وأفلام ومسلسلات ومشاهدة المتبرجات، وسماع الموسيقى وغير ذلك الذي أصبح من العادات،
الربا والزنا والمصاحبة (اتخاذ الأخدان)،
ترك التحاكم إلى الشرع والاعتراف بالله ربّا وحاكما،
الظلم المجتمعي والفساد الطبقي، والعلمانية الفاجرة..
وغير ذلك أصبح عادة مجتمعية، لم يعد مستهجنا،
ولم يعد فيه إشكال عند كثير من الناس،
بل حدث تطبيع واتساق نفسي معه،
حتى لم يعد يؤلم القلب، ولا يزعجه..
هذا فضلا عن المعاصي الخاصة من مشاهدة الفساد، والعادة الحرام، والمخدرات، وعقوق الوالدين، وهجر القرآن، واتباع الهوى بدل الهدى.
كل هذا أصبح يمارس يوميا، أسبوعيا، شهريا، سنويا، لسنين طويلة..
مما يجعل طريق الإقبال على الله عز وجل طريقا فيه نوع تضحية، يتبعه خطوات صعبة،
ويحتاج للتغلب على هذه العادات المجتمعية -التي هي معاصي- منهجيةً واضحة في التغيير،
يحتاج إلى تحصين مجتمعي ضد معاصي العادات المجتمعية،
يحتاج إلى سلم تدريجي في استبدال العادات السيئة ومعاصي العادات بطاعات، بل والتعود عليها حتى تصبح عادات (تعودوا الطاعة)..
وهذا كله يحتاج إلى صحبة مُعينة.
حافظوا على دينكم،
لقّنوا أبناءكم أن لا إله إلا الله،
تحمّلوا الراية،
وكونوا بقايا الأنبياء،
ولا تستسلموا للضغط المجتمعي ومعاصي العادات، فالمعصية هي المعصية..
{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود:116].
الكاتب: أحمد سيف الإسلام.
المصدر: صفحة الشيخ على موقع "فيسبوك".
- التصنيف: