بطلان مقولة دفن في مثواه الأخير

منذ 2018-05-15

قول القائل: "دفن في مثواه الأخير" حرام، ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء

بطلان مقولة: "دُفن في مثواه الأخير"

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 

فهناك الكثير من المقولات التي درج بعض الناس على قولها دون التأمل لما تحويه من مخالفات خطيرة، ومن هذه المقولات المخالفة والتي ينبغي الوقوف عندها ووزنها بميزان الشرع هو قول القائل عند وفاة أحدهم "دُفن في مثواه الأخير".

 

والسؤال هنا: هل يعتبر القبر المثوى الأخير كما يقول البعض؟

 

إن القارئ للسنة النبوية ليجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: (إنّ القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشدُّ منه).[1]

 

وهذا الحديث النبوي يدل على بطلان مقولة: "دُفن في مثواه الأخير"، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم وصف القبر بأنه المنزل الأول للمرء بعد وفاته، ولم يقل عليه الصلاة والسلام بأنه مثواه الأخير كما يقول البعض.

 

وعلى هذا فحريّ بالمسلم الحريص على عقيدته، والذي يتلقاها من كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبتعد عن هذه الأقوال والتي تشكّل خطراً عظيما على عقيدته.

 

ولقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم قولهم "دُفن في مثواه الأخير"؟ فأجاب رحمه الله قائلاً:

 

قول القائل: "دفن في مثواه الأخير" حرام، ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر، لهذا يجب تجنب هذه العبارة ولا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار يوم القيامة.[2]

 

هذا وأسأل الله جل جلاله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

بقلم/ جواهر بنت صويلح المطرفي.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] رواه الترمذي (2308)، وابن ماجه (4267)، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه (مسند الإمام أحمد) (1/225)، وحسَّنه الألباني في (صحيح سنن الترمذي).

[2] العثيمين، محمد بن صالح، المناهي اللفظية، ص150، دار ابن الجوزي للنشر.

  • 0
  • 1
  • 5,070

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً