خمس عشرة وصية لاستقبال شهر رمضان

منذ 2018-05-14

أيام قليلة بقيت على قدوم ضيف عزيز مبارك، وبهذه المناسبة دونك خمس عشرة وصية أسأل الله تعالى أن ينفعني و إياك بها.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أخي المبارك الكريم: أيام قليلة بقيت على قدوم ضيف عزيز مبارك طالما اشتاقت النفوس لقربه ولقائه والأرواح لبلوغه، وبهذه المناسبة دونك خمس عشرة وصية أسأل الله تعالى أن ينفعني و إياك بها:

الأولى: هل أعددت نفسك وهيأتها لاستقبال هذا الشهر المبارك متعرفاً على أحكامه وآدابه متشوقاً لقربه مخططاً لاستثماره أرجو ان تكون كذلك. 

الثانية: إن كتب الله لك بلوغ هذا الشهر المبارك فاجعل شعورك هذا يختلج شغاف قلبك وأسبغ به جوارحك فلعل هذا الشعور يؤسس لديك تأسيساً متيناً في إحاطة لحظات هذا الشهر ودقائقه بالتعبد لله تعالى وإن هذا الشعور لهو دافع كبير لأن ترتقي بنفسك سلّم الحزم والعزم ما أن تنتهي من عبادة إلا وتدخل في أخرى. 

الثالثة: أقترح عليك برنامجاً كرؤية عامة ولك الحذف والإضافة حسب ما يناسب جدولتك وطبيعتك. ففي القرآن مثلاً اجعل لك جزءاً مع كل وقت صلاة فتختم في كل ستة أيام ختمة، وأما في الصلاة فلا تقلَّ عن (40) ركعة في يومك وليلتك: فالفرائض سبع عشرة والرواتب ثنتا عشرة والوتر مع التراويح إحدى عشرة فهذه أربعون وزد عليها ما يفتحه الله عليك في الضحى أو الدجى. وأما في الذكر فاقتبس ما يمكن أن تثبت عليه في شهرك وتنطلق به بعد ذلك طوال عمرك كالتهليل 100 مرة والتسبيح 100 مرة والكلمات الأربع والاستغفار ونحوها من الذكر وعلى نحو هذا الجدول اجعل لك برنامجاً يتناسب معك في أبواب الخير ومجالاته الكثيرة. 

الرابعة: اجعل شعارك الحزم والعزم مع النفس في تحصيل الخير والعمل الصالح، فإن ساعات هذا الشهر سريعة التقضي، ومن طبيعة النفس أنها تسير على ما اعتادت من صاحبها. واحذر الضعف في ذلك لأن الضعف يتضاعف ولا يقف عند حد، حيث إن الشيطان يسوقه سوقاً فكن حازماً مع نفسك، واعلم أن مشقة الطاعة تزول و يبقى أجرها فتذكر هذا دائماً. 

الخامسة: كم هو جميل جداً أن تنظر في كتب الفضائل الثابتة من الأقوال والأفعال وتجعلها منهجاً لك وتنطلق بها، واحرص أكثر على ما لم تكن تفعله قبل ذلك لعلك أن تستمر بتوفيق الله تعالى طوال عمرك على هذه المنهجية تحصيلاً للحسنات. فإن فعلت ذلك فأنت على خير عظيم. 

السادسة: اعلم أن الشيطان سيستدرجك في لحظات هذا الشهر لتضييعها عليك فتذكر جيداً عداوته لك وأن بينك وبينه حرباً طويلة فلا تتنازل، وإن ضيع عليك شيئاً فاستثمر لتعويضها لحظات أخرى فإنك بهذا تغيظه وتتغلب عليه. وإن شئت أن تعلم حَجْم الحرب بينك وبينه فاقرأ سورة الحجر من الآية 36 إلى الآية 44 ففيها الخبر اليقين

السابعة: إن الشعور والاستشعار داخل العبادة مهم جداً بل هو لبها وصفوتها، فاجعل ذلك في كل عباداتك لتحصل على أكبر قدر ممكن من الأجر والثواب. وهذا الاستشعار لعظمة الله و أمره و نهيه في كل عبادة يجعلك مُصَفّياً لها من الشوائب السلبية، حاضر القلب، مُغلقاً لطرق دخول الشيطان إليك فتأمل هذا ولا تهمله. 

الثامنة: حاول في هذا الشهر المبارك أن تكثر من العبادات على جميع أنواعها قولية و قلبية و عملية، فإن بعضها يقوي بعضاً و يُنَمّيه، واحرص على أجمعها و أفضلها لأنه أكثرها أجراً. 

التاسعة: تاج الشهر هي العشر الأواخر منه فهي أفضله وصفوته فاستثمر جميع لحظاتها ليلاً و نهاراً. وكانت العشر كذلك لأن فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، فاحرص فهي أيام معدودة محدودة سريعاً ما تنتهي. 

العاشرة: ليلة القدر خير من ألف شهر أي بما يعادل83،4 سنة، فيا بشراك عندما تجتهد تلك الليالي لتصيب تلك الليلة، وهذه الليلة ساعات قليلة تعمرها بطاعة الله فيكون لك هذا الثواب العظيم. فما أيسره من عمل وما أعظمه من ثواب وأجر لمن تَقَبّل الله منه، نسأل الله أن يجعلنا كذلك.

الحادية عشرة: قال تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه من الآية:46]، استشعر في جميع عباداتك أن الله يراكويسمعك فلا تلتفت إلى غيره واجعل شعارك {مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي} وحينها يتضاعف عملك ويتبارك وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. 

الثانية عشرة: العمل المتعدي نفعه إلى غيرك - كدلالة الغير على الخير - هو من الصدقات الجارية لك، فاحرص على أن لا يمر عليك يوم أو يومان إلا وقد فعلت شيئاً من هذا فإنك حينها على خير عظيم.

الثالثة عشرة: صدقة الفطر هي صاع من قوت البلد طهرة للصائم من اللغو و الرفث تُدفع للفقراء ويُسَنّ دفعها قبل صلاة العيد ولا مانع من تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين، واحرص على إخراجها بحضور أولادك ليتعلموا أحكامها وفضلها وليتسابقوا على تعلم الفضائل والأحكام.

الرابعة عشرة: «كُفَّ عليكَ هذا» (صحيح الترمذي [2616])، قالها النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه. اجعل هذه العبارة شعاراً لك في حياتك عموماً وفي شهر رمضان خصوصاً في الإمساك عن الشر، فمن أمسك لسانه عن الشر لم يندم. فَفَكّر فيما تقول قبل أن تقوله. 

الخامسة عشرة: إن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، فلا تنس صيام الست من شوال فهي عن صيام شهرين ولا تقطع عملك الصالح الذي عملته في رمضان وليستمر معك، فإنه ذخر لك تجده عند الله تعالى يوم القيامة.

 

وصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ على نبينا محمد.

 

الكاتب: خالد الجريش.

  • 16
  • 0
  • 7,348

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً