مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسيون

منذ 2018-05-28

{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }   [الزمر 47 – 48]

{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} :

غرهم إمهال الله و ظنوا بأنفسهم خيراً و ظنوا أن الله سيكرمهم في الآخرة كما أمهلهم في الدنيا رغم عنادهم و عدائهم إياه, ثم كانت المفاجأة لما بدى لهم العذاب الذي لا يطاق , حتى أنهم لو استطاعوا أن يفتدوا بملك الدنيا أجمع لفعلوا , و لكن هيهات , فلبس لهم ملك الدنيا , و لو كان لهم لما نفعهم شيئاً , فقد فات وقت العمل و الوقاية من العقاب و حل وقت الحساب.

و بدا لهم جزاء أعمالهم , وتبدت لهم عاقبة السيئات و مآل الاستهزاء.


 {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }   [الزمر 47 – 48]

قال السعدي في تفسيره:

لما ذكر تعالى أنه الحاكم بين عباده، وذكر مقالة المشركين وشناعتها، كأن النفوس تشوقت إلى ما يفعل اللّه بهم يوم القيامة، فأخبر أن لهم { {سُوءَ الْعَذَابِ} } أي: أشده وأفظعه، كما قالوا أشد الكفر وأشنعه، وأنهم على - الفرض والتقدير - لو كان لهم ما في الأرض جميعا، من ذهبها وفضتها ولؤلؤها وحيواناتها وأشجارها وزروعها وجميع أوانيها وأثاثها ومثله معه، ثم بذلوه يوم القيامة ليفتدوا به من العذاب وينجوا منه، ما قبل منهم، ولا أغنى عنهم من عذاب اللّه شيئا، { {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} }

{ {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} } أي: يظنون من السخط العظيم، والمقت الكبير، وقد كانوا يحكمون لأنفسهم بغير ذلك.

{ {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا} } أي: الأمور التي تسوؤهم، بسبب صنيعهم وكسبهم. { {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } } من الوعيد والعذاب الذي نزل بهم، وما حل عليهم العقاب.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 34,471
المقال السابق
وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون
المقال التالي
ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً