مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فهل ينتظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة
{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد 18]
{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} :
هل ينتظر المعرضون عن الله وشريعته إلا إتبان الساعة فجأة؟؟
فها هي أشراطها جاءت , بل كان من أشراطها مبعث محمد صلى الله عليه وسلم , وهل موت كل إنسان إلا قيام قيامته, فهل يضمن هؤلاء أن يأتي أجلهم وقد تابوا؟؟
وأين هم يوم يهجم عليهم الموت وهم على ما هم عليه من الضلال والإعراض والتكاسل ومبارزة الله بنعمه ومحاربة شريعته وحاملوها أو الإعراض عنها وعنهم وبغضها وبغضهم؟؟؟
قال تعالى :
{ {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} } [محمد 18]
قال السعدي في تفسيره:
أي: فهل ينظر هؤلاء المكذبون أو ينتظرون { { إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً} } أي: فجأة، وهم لا يشعرون { {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا } } أي: علاماتها الدالة على قربها.
{ {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} } أي: من أين لهم، إذا جاءتهم الساعة وانقطعت آجالهم أن يتذكروا ويستعتبوا؟ قد فات ذلك، وذهب وقت التذكر، فقد عمروا ما يتذكر فيه من تذكر، وجاءهم النذير.
ففي هذا الحث على الاستعداد قبل مفاجأة الموت، فإن موت الإنسان قيام ساعته.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: