ألم يعلم بأن الله يرى

 {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}  [العلق:14]

نحن أمام آية تربي المؤمن على المراقبة والشعور بأن الله يراقب أفعاله وأقواله هذه الآية تهز وجدان الانسان ، وتفعل في نفسه ما لا تفعله سلطات الدنيا ، ولا أحدث التقنيات في عالم المراقبة .

فالمراقبة حارسٌ قويٌّ يمنع الإنسانَ من التفكير في الجرائم والشرور، والتقصير في أداء الحقوق والواجبات يدفعه الى الاعمال الصالحة النافعة المفيدة أيها الأخوة، كلٌ منا إذا شعر أنه مراقب كيف يتصرف ؟

إذا شعر أن هاتفه مراقب كيف يتحدث في الهاتف ؟ الإنسان حينما يشعر أن إنساناً يراقبه لاشك أنه ينضبط فكيف إذا علم أن خالق السموات والأرض يراقبه ؟ الله عز وجل يراك في فراشك ، يراك في بيتك ، يراك مع أخوانك ، يراك في بيعك وشرائك ، يراك في عملك ، يراك في علاقاتك، يراك في سفرك وفي حضرك ، يراك في كل شؤونك ،

 {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ }[ سورة الشعراء ] هو يراك، ويعلم ما يجول في خاطرك، ويسمعك {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4) } [التغابن]

فما ما من حركةٍ، ولا من سكنةٍ، ولا من كلمةٍ، ولا من توهمٍ، ولا من نظرةٍ إلا يعلمها، لانه سبحانه لا تخفى عليه خافية {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [ سورة الحديد الآية : 4 ]

فمهما تكبرت وتجبرت فأين أنت من الله ؟! ألم تعلم يا من طغى بماله أو علمه أو جاهه أو منصبه أو قبيلته أوعصبته ألم تعلم أن الله يراك ؟ ويبصرك ويسمعك ويعلم سرك ونجواك ، يعلم من أمر بالخير ومن نهى عنه ويعلم ويرى من دعا إلى باطل ومن حاربه ونهى عنه أخي كيف علمت أن الله يراك ثم لا تخافه ولا تخشاه وتستحي من الناس ولا تستحي من الله ؟ ماذا ينبغي أن يكون حالك معه ؟

الله عزوجل بيده شؤونك ، بيده صحتك ، بيده مرضك ، بيده رزقك ، بيده سعادتك ، بيده أن يعطيك أو أن يمنعك ، أو أن يرفعك أو أن يخفضك ، أو أن يعزك أو أن يذلك يا لله ما أجمل أن يستحضر كلُّ أحدٍ هذه الآية إذا امتدت عيناه إلى خيانة ، أو يداه إلى حرام ، أو سارت قدماه إلى سوء أو تحرك لسانه بقبيح أو تمادى في الغي أو كان داعيا الى شر وفتنة أو حرض على عنف أو يتآمر ويتفق مع المجرمين والمخربين وأعداء الاسلام والمسلمين أيظن أنه غير معلوم لله ؟

أيظن أن الله غير مطلع عليه ؟ غير عالم به ؟ وكذا من زيف الحقائق وغيرها أو روج الاشاعات والاكاذيب ونشرها أو أختلى بنفسه وأغلق باب حجرته وجلس خلف الشات :{ {ألم يعلم بأن الله يرى} } إذا فتحت النت وأخفيت معالمك وتتبعت عورات المسلمين فتذكر( { ألم يعلم بأن الله يرى} ) لا تنس هذه الآية رددها في كل وقت وفي كل زمان ، وخاطب به نفسك وقل لها ألم تعلمي أن الله يراني! ويكلؤني ويرعاني:{ {ألم يعلم بأن الله يرى} }

الشيخ /غنايم ممدوح