الكونفدرالية الخليجية.. كابوس إيران

منذ 2011-06-22

لم تزل دوائر صنع القرار في طهران تراقب عن كثب وبحذر هذا الحراك الفكري الثائر في الخليج حول الكونفدرالية الخليجية، والذي غذته عدة تصريحات لخبراء استراتيجيين وأقطاب برلمانيين في الخليج حول ضرورة تعزيز أطر التعاون الحيوي بين دول الخليج..


لم تزل دوائر صنع القرار في طهران تراقب عن كثب وبحذر هذا الحراك الفكري الثائر في الخليج حول الكونفدرالية الخليجية، والذي غذته عدة تصريحات لخبراء استراتيجيين وأقطاب برلمانيين في الخليج حول ضرورة تعزيز أطر التعاون الحيوي بين دول الخليج العربي ضماناً لأمنها القومي، ولقى ارتياحاً تم تلمسه في صفحات التواصل الاجتماعي لدى قطاعات من الشباب الخليجي.


والاقتراح الذي تتزايد حثيثاً أعداد المؤيدين له يبدو منطقياً الآن بعد أسابيع من أعمال الشغب التي ضربت البحرين وواكبتها دعاية سوداء ضد المملكة البحرينية في قنوات طائفية عديدة يمول بعضها بأموال خليجية طائفية وتقف خلفها إيران بكل زخمها الإعلامي والسياسي، حيث لم تعد تخطئ العين الأهداف الحقيقية وراء هذا التجييش المتعمد الذي أقام الدنيا على الحكومة البحرينية وحرض عليها في كافة المحافل الحقوقية الأوروبية القريبة من طهران، فيما أصاخ السمع عما يحدث من جرائم دموية بشعة ترتكب بحق الشعب السوري الثائر المسالم الذي يرزح تحت حكم أشد النظم الفاشية إهداراً لآدمية شعبها في الوقت الحاضر، بل وشارك بميليشياته سيئة السمعة سواء القادمة من لبنان أو من إيران ذاتها في قمع ثورة السوريين البيضاء التي رفعت شعارها الرافض لتطييف المظاهرات والمطالب.


وإذ بدا أن طهران قد عمدت إلى اختراق الجهة الأخرى من الخليج العربي بغية إحداث ثغرة تمكنها من ابتلاع بقية الدول المشاطئة للخليج، مستغلة المناخ الثوري السائد في المنطقة العربية والذي يخالف الأحلام الامبريالية الإيرانية في كونه يتطلع إلى الحرية ويتجاوز المطالب الفئوية أو الطائفية أو القومية، وظهر الموقف المتذبذب أو المتواطئ لواشنطن إزاء ما كان يظن أنه تحالف مع دول الخليج العربية؛ فإن الحاجة غدت أكثر إلحاحاً إلى مباشرة عصف ذهني نخبوي خليجي يفضي إلى تقديم حلول لا نمطية للأزمة الطائفية المتصاعدة في الخليج، والتي لولا عناية الله سبحانه وتعالى، ثم تدخل قوات درع الجزيرة في الوقت المناسب لسمعنا عن حمامات دم وعمليات تهجير قسري كان ستجري على قدم وساق لتغيير التركيب الديموجرافي للجزيرة الخليجية الصغيرة في زمن قصير مثلما حصل بالفعل في العراق المنكوب الذي عاني لسنوات حتى ضمن الإيرانيون ـ إلى أمد أو ظنوا كذلك ـ أن الساعة لن تعود إلى الوراء ويتراجع حلفاؤهم إلى سيرتهم الأولى.


وضمن الحلول المقترحة قدم البعض بشكل أكثر وضوحاً فكرة إقامة كونفدرالية بين دول الخليج العربية تهدف إلى توحيد قوتها وتعزيز جبهتها بما يحول دون انفراد دولة الجوار الإيرانية الكبيرة بكل دولة على حدة أو برسم سياسة الخليج وحدها أو بالتشارك مع "العدو"/الصديق، الولايات المتحدة الأمريكية؛ فالرخاوة التي أظهرتها واشنطن إزاء ما جرى في البحرين التي تربطها علاقات بالمنامة كان يظن أنها وثيقة إلى حد ما، تعد حافزاً إضافياً خلاف الحوافز الاستراتيجية والأيديولوجية المعتادة لأن تتدبر دول الخليج أمرها بشكل أكثر نزوعاً نحو الوحدوية والاتحاد، وليس سراً أن انتظام قوة درع الجزيرة ومشروعيتها القانونية قد حالت دون تفسير دولي غير صحيح لدورها في البحرين خلال الأزمة التي لم تنته بعد، وعليه فإن الوحدة ستمنح الخليجيين مظلة دولية مشروعة ومتفهمة..


20/7/1432 هـ
 

المصدر: موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 1,661

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً