الإخوان و الأمريكان وحكم مصر
منذ 2011-07-03
..هذه القنوات ليست وليدة اليوم ولكن علانيتها الفجة هي الواضحة، والمهم هو العلانية فالسرية تفتح الباب لكل تحليل وتخمين، ومهم للجماعة أن تعلن ما تم وما سيتم مع الأمريكان، الذي ينبغي ألا تنسينا السياسة أنهم أعداء الأمة الإسلامية الأول..
تناقلت وسائل الإعلام خبراً من الأمريكان -وخاصة عن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية- عن فتح قنوات اتصال مع جماعة الإخوان المسلمين، وقد أثار الخبر الكثير من القراء كل حسب رأيه، وإن كان البعض يقول أنه مجرد تصريح إلا أنه في السياسة يعنى الكثير، وشخصياً أعتقد أن من حق جماعة الإخوان سياسياً أن يكون لها اتصال سياسي بكل القوى في العالم، وخاصة حزبها السياسي المعبّر عن رؤيتها السياسية لاالجماعة التي من المفروض أن يكون لها دورها الدعوي والاجتماعي، على كل حال هذا حق سياسي لايمكن مناقشته من مجرد فتح قنوات اتصال مع جماعة بوزن جماعة الإخوان المسلمين، ولكن التخوفات هي التي تثير الشهية للتفكير والتحليل والتخمين، ولكن بكل عقلانية وبحب لجماعة الإخوان الرائدة أتوقف قليلاً بالتحليل السياسي:
أولاً: هذه القنوات ليست وليدة اليوم ولكن علانيتها الفجة هي الواضحة، والمهم هو العلانية فالسرية تفتح الباب لكل تحليل وتخمين، ومهم للجماعة أن تعلن ما تم وما سيتم مع الأمريكان، الذي ينبغي ألا تنسينا السياسة أنهم أعداء الأمة الإسلامية الأول بالاحتلال العسكري في العراق وأفغانستان وفلسطين أيضاً، فالعدو الصهيوني هو ولاية أمريكية في المنطقة العربية، وعداء الأمريكان لا يتوقف، فهو اقتصادي وسياسي واجتماعي وديني وتعليمي إلخ..
ومن هذا المنطلق أكرر وجوب العلانية وإلا فلا تلومن الجماعة التخمينات أيًا كانت.
ثانياً: للإسلاميين تخوفات من تجربة جماعة الإخوان مع الأمريكان في العراق وأفغانستان وفى دول أخرى، وكيف كانت سياسة طارق الهاشمي الموالية للأمريكان والاحتلال، فكان وجهًا قبيحًا لم تنكره جماعة الإخوان بقوة، وغيره أمثلة كثيرة، وان كانت جماعة الإخوان بمصر بمنهجها تختلف عن الجماعة في العراق، ولكن الجماعة في مصر هي الأهم وهي على المحك، خاصة في ظل سياسة جماعة الإخوان التي يتخوف منها بعض الإسلاميين أو لا يتفهمها البعض من بعض البرجماتية السياسية أحياناً التي يختلف البعض في رؤيتها.
ثالثاً: لماذا جماعة الإخوان؟ هذا هو السؤال المهم، والإجابة أن أول ما أراد الطاغية حسنى مبارك وقت الثورة فتح اتصال مع الشعب فتحه مع الأحزاب وجماعة الإخوان على الخصوص ورفع عنها اسم المحظورة، وظهر الدكتور المحترم الفاضل محمد مرسي بجانب عمر سليمان للدلالة على قوة جماعة الإخوان في المشهد السياسي، ولا ينكر أحد أن قوة الثورة كان وقودها جماعة الإخوان فأدرك الجميع إلى أين يتجهون، ومن بعدهم المجلس العسكري، ولا ريب أن الجماعة تفهم هذا لذلك هي تتحرك الآن تحرك يختلف عن ما قبل 25 يناير، تحرك المشارك في الحكم مستقبلاً لا المحكوم المضطهد ومن هنا أنتقل إلى رابعًا.
رابعاً: وهو حكم مصر وهو أخطر ما يمر على مصر الآن، من سيحكم مصر؟ ولذلك تشتد الخلافات والفوضى لمنع الإخوان من الوصول للحكم، والأمريكان يدركون من يمكنه أن يكون حاكماً لمصر خلاف القوات المسلحة في عهد الحرية وصناديق الانتخاب، لذلك تلك الاتصالات هي للتفاهم مع المرشح لحكم مصر، أو المشاركة في الحكم على الأصح، ومن هنا كانت خطورة الاتصال، والقلق هنا في المقال حباً للإخوان ودعماً لهم وليس أي شيء غير ذلك، فكل السياسيين يتصلون بالأمريكان وينافقون الشعب في هذه النقطة...
ولكن جماعة الإخوان هي رمز من رموز الحركة الإسلامية التي تمثل الإسلام، ومن هنا هي رمز لا إله إلا الله محمد رسول الله التي حررت البشرية من كل قيود العبيد، وجعلتهم يحررون البشر من ظلم الإنسان.
نعم لدى جماعة كوادر تفهم وتعي طبيعة العداء الأمريكي، ولكن ليس لدى الجماعة مخزون كبير لدى العقل المسلم في مواقف قوية ضد الأمريكان، فالخطاب أحياناً ضعيف سياسياً قليل القوة في مواجهة العدو الأمريكي، لذلك البعض يقول هذا قبل الثورة والبعض يقول هذه هي السياسة.
أقول أحياناً نعم وأقول وماذا بعد الثورة وليس للمسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم إلا اتباع الحق علانية، فهذه أيضاً قوة سياسية مطلوبة، والآن وبحكمة تظهر فيها القوة وليس الضعف في ظل قوة حركة الشعوب المسلمة...
الشاهد أن جماعة الإخوان على المحك القوى الخطير في هذا الوقت الحاسم في تاريخ مصر، فإما أن تسير مع الجميع في الداخل والخارج بمنهج من يقود أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فترتفع على الجميع فيفديها الشعب بكل ما يملك، أو تتعامل بمنهج من يقود جماعة فتحقق نصر محدود للجماعة وليس للأمة المسلمة، فلا يرفعها الشعب وتأخذ نصيبها فقط من المشهد السياسي.
وهنا أقول أحب لجماعة الإخوان أن ترتفع عن ذاتيتها التنظيمية، وأن تتعامل بمنهج من يقود أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهل تفعل؟
أرجو أن تصل رسالتي لأحبتي في الجماعة وإلا فلا جديد بعد الثورة.
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
عضو مجلس نقابة المحامين
وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري تحت التأسيس
[email protected]
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: