سحرة فرعون

منذ 2019-03-03

وأي سجدة تلك التي سجدوها ، فغسلوا بها ماضيا طويلا ، مليئا بالكفر والسحر والتضليل ، وأذى الخلق ، ومعاونة المجرمين ، والتمكين لفرعون وملئه ؟

أي إيمان ويقين وإخلاص ذاك الذي انسكب في قلوب سحرة فرعون ، وحولهم هذا التحول الهائل ، بعد أن ألقى موسى عليه السلام عصاه ، فإذا هي تلقف ما يأفكون؟

وكيف كانوا في أول اليوم سحرة كفرة فجرة ، يقسمون بعزة فرعون ، ويطمعون في أجره ونواله والقرب منه ، ثم صاروا مؤمنين شهداء بررة ، لا يبالون بشيء ، ولا يهتمون بضياع نفوذ ومكانة ومال ، ولا يخافون من وعيد وتهديد ، حتى لو كان الصلب ، وأشد أنواع التقتيل ؟

وأي سجدة تلك التي سجدوها ، فغسلوا بها ماضيا طويلا ، مليئا بالكفر والسحر والتضليل ، وأذى الخلق ، ومعاونة المجرمين ، والتمكين لفرعون وملئه ؟

ومع أن طبيعة الأشياء تقتضي أن يبدأ الأمر صغيرا ، ثم يكبر مع الأيام والليالي ، وهكذا الإيمان يزيد وينقص ، ويزداد رسوخا مع كثرة العلم والوعظ والتذكير ، حتى يصل لدرجة يصير عند صاحبه أقوى من كل قيود الأرض وثقلها .

لكن المدهش أن إيمان السحرة وصل في موقف واحد ، وفي سحابة يوم من نقطة الابتداء إلى نقطة الغليان القصوى ، التي جعلتهم يبيعون الدنيا - بكل ما فيها من إغراء - من أجل رضا مولاهم ، ويضحون بأنفسهم رخيصة في سبيل دينهم وعقيدتهم .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 7
  • 0
  • 5,553

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً