حول الحياة والنوم والموت!
ثم تذهب للآخرة، حيث يموت الموت، وتخلد الحياة! فيرد الله علينا أجسادنا لكن هذه المرة من طبيعة الآخرة، طبيعة ليس فيها موت
صحيح أننا أكثر حياة من الطبيعة الجامدة، من الصخور والجبال، لكننا نموت وتتآكل أجسادنا أسرع كثيرا مما تتآكل هذه الصخور وتلك الجبال، وهي تظل على هيئتها ملايين السنين، بينما نتلاشى نحن في بضع عقود على الأكثر..! إنها ضريبة أن نكون أكثر حياة - في بحر حياتنا - من الطبيعة الجامدة .. الضريبة أن تتلاشى أجسادنا وتتوارى بينما تعمِّر هي ولا تتغير هيئتها.
.
إن الحياة عزيزة غالية، فحتى في بحر عمر الحي لا يستطيع أن يحيى دون قصاص تقتصه الدنيا من حياته على هيئة ميتات قصيرة اسمها النوم، فحتى قبل موتنا ندفع هذه الضريبة عن حياتنا كل يوم بأن نقتص منها ثلثها تقريبا في ميتات نومنا المؤقتة، وذلك إلى حين الموتة الكبرى لأجسادنا.
.
إن هذه هي شرعة الحياة في دنيا ليست من طبيعتها الحياة، لذا لا فرار من الموت إلا بالموت ذاته! فبعد الموت تتحرر أرواحنا من الأجساد الدنيوية، تتحرر مما يجلب لها الموت فتحيا حقا، لأنها تترك للدنيا ما اقترضته منها رغما عنها، ثم تذهب للآخرة، حيث يموت الموت، وتخلد الحياة! فيرد الله علينا أجسادنا لكن هذه المرة من طبيعة الآخرة، طبيعة ليس فيها موت، فنحيا أبدا في الجنة كنوع من الحياة فوق الحياة، أو نحيا أبدا في النار كنوع من الحياة دون الموت!
.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم، صراط الحياة فوق الحياة، صراط الذين أنعمت عليهم ليكونوا في أحسن تقويم، ونعوذ بك من دركات النار التي تهبط في قيعان ما دون الموت، تهبط في صراط المغضوب عليهم والضالين ليكونوا في أسفل سافلين!
.
اللهم آمين
.
أحمد كمال قاسم
- التصنيف: