احذر الواتساب فقد يجعلك كذاباً
فهو البرنامج الأوسع انتشاراً ، فلا يخلو منه جوال ، فهو الناقل للخير لمن أحسن الاستخدام ، والناقل لضده لمن أساء الاستخدام ، ففيه من الأخبار المغلوطة ، والإشاعات ، والكذب ، وغير ذلك الكثير
بسم الله الرحمن الرحيم
عالم متغير ، بل سريع التغير ، تقنيات متتابعة ، ومتسابقة ، تنافس شرس ، كل فترة تظهر برامج لم تكن في خاطر ولا بال ، بل وصلنا لمرحلة ما علينا سوى أن نحلم بفكرة أو برنامج ، وسوف نجدها في الصباح قد انتشرت وتداولتها الأجهزة ، وتخطفتها الأيدي ، ونحن وللأسف مستهلكون ولسنا منتجون ، مستخدمون بلا ضوابط ، وهذه التطورات في الغالب هي من النعم التي يجب علينا شكرها وحسن استخدامها ، وهنا المحك { الشكر مع حسن الاستخدام } ، وأن تكون هذه الأجهزة ببرامجها المتنوعة ، وسيلة خير ونفع ، لا وسيلة شر وضر
إنها ( تويتر وفيسبوك وتلجرام وسناب واستقرام وواتساب وووو ) ، شاركتنا نومنا ، وطعامنا ، ودوامنا ، وقيادتنا لمركباتنا ، وتفكيرنا ، وسفرنا ، وجلساتنا ، بل أصبحت الصديق الملازم ، والأخ الملاصق ، بل قد نراها ، ونتعامل معها ، أكثر من تعاملنا مع أولادنا وزوجاتنا ، ورؤيتنا لهم
ومن أهم تلك البرامج الواتساب { رسائل وحالات } ، فهو البرنامج الأوسع انتشاراً ، فلا يخلو منه جوال ، فهو الناقل للخير لمن أحسن الاستخدام ، والناقل لضده لمن أساء الاستخدام ، ففيه من الأخبار المغلوطة ، والإشاعات ، والكذب ، وغير ذلك الكثير ، لمن سلمه زمام عقله وتفكيره ، وانقاد له بلا تمحيص ولا تفكير ، ولعلي أقف معه وقفات مهمة :
أولاً : لا ترسل كل ما يأتيك ، بل تأكد من الخبر أولاً ، ثم إن كان صحيحاً وفيه فائدة فانشره ، وإن كان غير ذلك ، فلا تكن عوناً للشيطان من حيث تعلم أو لا تعلم ، فقد يكون الخبر ، أو الرسالة التي أتتك خاطئة ، أو إشاعة ، أو كذبة يراد منها خلخلة اللحمة الاجتماعية ، ونشر البلبلة والرعب في المجتمع ، أو تشويه سمعة شخص ما ، أو جهة معينة ، وقد يكون خبر ظاهره الخير ، ولكن باطنه الشر ، فلا تكن عوناً له وأنت لا تعلم
ثانيا : لكي تكون رسائلك وحالاتك بالواتساب نافعه ، ومفيدة ، وغير مملة فعليك بالتالي :
١-لا تكثر من الرسائل والحالات اليومية
٢- اختر الموضوعات المناسبة والمفيدة
٣- لا ترسل رسائل وحالات طويلة ومملة
٤- لا تكرر رسائلك وحالاتك
٥- تجنب الرسائل والحالات المحرمة
٦- تجنب المواضيع السياسة
٧- تجنب الموضوعات التي قد تسبب بلبلة أو إشكالاً ونحو ذلك
8- لتكن رسائلك وحالاتك عامة يستفيد منها جميع المتابعين
9- خصوصياتك لك لا لغيرك ، فليست رسائل أو حالات مهمة للآخرين
وأخيراً : اعلم أنك على كل ذلك محاسب ، قال تعالى { {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } } ، وقال تعالى { {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} } ، فسوف تجد كل ما كتبت أو أرسلت ، أو حولت عبر الواتس ، إن خيراً فاحمد الله ، وإن كان غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك ، فالمؤمن كَيِسٌ فَطِنٌ ، لا كِيسَ قُطُنْ ، فلتكن على حذر
كتبه
محمد فنخور العبدلي
- التصنيف:
- المصدر: