قصيدة : رسالة إلى البائع الخاسر

منذ 2012-05-04

إلى الذي باع قضية بلاده ويضع يده في أيد اليهود المغتصبين ..

بـعـهـا فــأنـت لــمـا سـواهـا أبـيـع    ***    لــك عـارهـا ولـهـا الـمـقام الأرفــع
لــك وصـمـة الـتـاريخ أنــت لـمثلها    ***    أهــل ومـثـلك فــي الـمـذلة يـرتـع
شـبح مـضى والـناس بـين مـكذب    ***    ومــصــدق ويـــد الـكـرامـة تـقـطـع
ضـيـعت جـهـد الـمـخلصين كـأنهم    ***    لـــم يـبـذلوا جـهـدا ولــم يـتـبرعوا
والله مـا أحـسنت ظـني في الذي    ***    تــدعـو ولا مـثـلـي بـمـثلك يـخـدع
وقــرأت فــي عـيـنيك قـصـة غــادر    ***    أمـسى عـلى درب الهوى يتسكع
وعلمت أنك ابن اسرائيل لم تفطم    ***    وأنـــــك مـــــن هـــواهــا تــرضــع
لــكـن بـعـض الـقـوم قــد خـدعـوا    ***    بــمـا نـمّـقـته فـتـأثـروا وتـسـرعـوا
ظــنــوك مـنـقـذهم ولـــو عـلـمـوا    ***    بما تخفي وأنك في الرئاسة تطمع
لــرمـاك بـالأحـجـار طــفـل شـامـخ    ***    مــا زال يـحرس مـا هـجرت ويـمنع
يــا مــن تـزوجـت الـقـضية خـدعـة    ***    وحـلـفـت أنـــك بـالـحقيقة تـصـدع
عــجــبـا لــــزوج لا يــغــار فـقـلـبـه    ***    مــتــحـجـر وعــيــونــه لا تـــدمـــع
عـجـبـا لــزوج بــاع ثــوب عـروسـه    ***    لا يـــنــزوي خـــجــلا ولا يـــتــورع
يـــا بـائـع الأوطــان بـيـعك خـاسـر    ***    بــيـع الـسـفـيه لـمـثـله لا يـشـرع
هــذي فـلسطين الـعزيزة لـم تـزل    ***    فـــي كـــل قـلـب مـسـلم تـتـربع
مــسـرى الـنـبـي بـهـا وأول قـبـلة    ***    فــيـهـا وفــيـهـا لـلـبـطـولة مـهـيـع
فــيـهـا عــقـول بـالـرشـاد مـضـيـئة    ***    فـيـهـا حــمـاس وجـهـها لا يـصـفع
هـــذي فـلـسطين الـعـزيزة ثـوبـها    ***    مــن طـلعة الـفجر الـمضيئة يـصنع
هــذي فـلـسطين الـعـزيزة طـفلها    ***    مــتـوثـب لا يـسـتـكـين ويــخـضـع
هــي أرض كـل مـوحد لا بـيع مـن    ***    بـاعـوا يـتـمّ ولا الـدعـاوى تـسـمع
سـيـجـيء يـــوم حــافـل بـجـهادنا    ***    الـخـيـل تـصـهـل والـصـوارم تـلـمع
قــد طــال لـيـل الـكـفر لـكني أرى    ***    مـن خـلفه شمس العقيدة تسطع

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

الشاعر المعروف أستاذ النقد الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 19
  • 1
  • 63,014
  • الريان.

      منذ
    [[أعجبني:]] قد عودنا معلمنا الفاضل دائما .. على صدق الكلمة .. وكلمة الحق .. و لو في وجه سلطان جائر ... و لا أملك إلا الدعاء لك .. بالمسير في جهادك .. جهاد الكلمة و الشعر.. وتقبل الله منك كل عمل و قول و سعي في نصرة هذا الدين..
  • محمد السفيانى

      منذ
    [[أعجبني:]] تحكى واقع القيادة الفلسطينية بكل صراحة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً