مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } [الطلاق]
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ:}
من يتق الله فيحرص على فعل أوامره وينتهي عما حرم , يرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب , فالرزق بيد الله وحده يبارك فيه لمن يشاء, ومن يتوكل على الله فهو كافيه ونعم المولي ونعم الوكيل سبحانه جعل لكل شيئ مقدراً ووقتا لا يعلمه إلا هو .
قال تعالى :
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } [الطلاق]
قال السعدي في تفسيره:
{ {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} } أي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به.
{ {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} } أي: في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك { {فَهُوَ حَسْبُهُ } } أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به، وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي [العزيز] الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له؛ فلهذا قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } أي: لا بد من نفوذ قضائه وقدره، ولكنه { {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} } أي: وقتًا ومقدارًا، لا يتعداه ولا يقصر عنه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: