النية في التوبة
أخرج من المعاصي .. تب الى الله فعندها ستعرف سوء ما كنت عليه وقبح ما كنت تفعل ..
أولا ـ لكوننا نعود بالتوبة الى الصراط المستقيم:
فقد قال ربنا: {وام خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] لا ليعصون .. لا ليلعبوا .. لا ليتبعوا أهوائهم .. ولا حتى ليعمروا الأرض وينجبوا الذرية .. أبدا .. وإنما {ليعبدون} .. فالعاصي ليس بعابد، فإذا قلنا: تب، فمعنى هذا: عد الى أصل خلقتك وفي ذلك من المصالح ما لا يخفى!!
ثانيا ـ طاعة لأمر الله عز وجل:
فهو الذي قال في كتابه العزيز: {وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور: 31] طاعة لأمر الله {يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا} [التحريم: 8] أمر الله .. الملك .. المهيمن .. مالك الملك .. الذي ينبغي أن نتمثل ونذعن لأمره .. فنتوب تعبّدا .. طاعة للملك.
ثالثا ـ فرارا من الظلم الى الفلاح:
قال ربنا: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} [الحجرات: 11].
اعلم ـ أخي في الله ـ أن الظلم كل الظلم في انصلاافك عن التوبة .. في سيرك حيث تخالف ربك .. وإصرارك على المضي قدما في طريق هواك .. وهو الهلاك .. فتظلم نفسك حين توقعها في شراك المعاصي .. في حين بشر ربنا التائبين بالنصرة والفلاح فعلق حصول
الفلاح المرجو لهم على حصول التوبة منهم اليه فقال ربنا عز وجل: {وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
فهذه الأية مدنية .. خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه .. بعد إيمانهم وصبرهم .. ثم علق الفلاح بالتوبة .. وأتى بأداة " لعل" لاشعار الترجي .. إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح .. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون .. جعلنا الله منهم.
رابعا ـ لطلب السعادة:
إن كثيرا من العصاة يعيشون سعادة وهمية زائلة مؤقتة .. بل على التحقيق أنها ليست بسعادة .. إذا رأيت رجلا يستلذ بالتراب عن شهي الطعام والحلوى .. هل تحكم عليه بسلامة الحس أم بسقمه .. ؟! إن الذي يأكل التراب يستلذ به أو الحجارة فتكون شهوته، لا شك أنه سقيم .. مريض يحتاج الى علاج .. وكذلك من يتلذذ بالمعاصي .. إنه يشعر بذلك، لا لأن المعاصي لذيذة، وليس لأن السيئات ممتعة وإنما لكون قلبه قد صار فاسدا .. فاللهم أصلح قلوبنا ..
فهذا يحتاج الى إصلاح قلبه .. فمثله كمثل الرجل في مكان دبغ الجلود فإنه لا يشم الرائحة الكريهة إلا عندما يخرج منه ..
وهذا العاصي مثله فنقول له: أخرج من المعاصي .. تب الى الله فعندها ستعرف سوء ما كنت عليه وقبح ما كنت تفعل .. كم من العصاة قال حين تاب: كم كنت قذرا .. كم كنت سيئا .. كم كنت خاسرا .. كم كنت لاهيا .. كم كنت غافلا .. إنه بذلك يعلم! يقينا ـ أن ما كان عليه عين الباطل وأنه قد كان غافلا أو مغفلا .. فاللهم تب على عصاة المسلمين.
الفلاح المرجو لهم على حصول التوبة منهم اليه فقال ربنا عز وجل: {وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}[النور:31].
فهذه الأية مدنية .. خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه .. بعد إيمانهم وصبرهم .. ثم علق الفلاح بالتوبة .. وأتى بأداة " لعل" لاشعار الترجي .. إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح .. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون .. جعلنا الله منهم.
- التصنيف: