أسباب النزول - (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)

منذ 2019-07-31

نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أبي: انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: أسباب نزول الآية الرابعة عشرة قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة:14]، أخرج الواحدي والثعلبي من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن أبي: انظروا كيف أرد عنكم هؤلاء السفهاء،

فذهب فأخذ بيد أبي بكر فقال: مرحباً بـ الصديق سيد بني تيم، وشيخ الإسلام، وثاني رسول الله في الغار، الباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب الفاروق، القوي في دين الله، الباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد علي فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت؟ فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت، فأثنوا عليه خيراً، فرجع المسلمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فنزلت هذه الآية.


عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين من أكفر خلق الله، كافر، ولما هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة كان قومه يعقدون له الخرز من أجل أن يصنعوا له تاجاً يتوجوه ملكاً على الأوس والخزرج، فلما وصل عليه الصلاة والسلام إلى المدينة صار الملك لله، فـ ابن سلول امتلأ صدره غيظاً وحنقاً وحقداً، وبدأ يمارس حرباً قذرةً على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتارة يتكلم في عرضه، وتارة يتكلم في ذمته المالية، وتارة يطعن في كونه نبياً، ولما حصلت هزيمة أحد قال: لو كان نبياً ما غلب، ولكنه ملك كسائر الناس، تارة يَغلب وتارة يُغلب.
هكذا قال ابن سلول، وكان المسلمون كالجبل الأشم لا يتزلزلون.


هنا في هذه الحالة يريد من ناحية أن يظهر خلاف ما يبطن؛ لأنه في باطنه يعتقد أن هؤلاء المؤمنين كـ أبي بكر وعمر وعلي سفهاء، ومن ناحية أخرى يريد أن يوقع بين المؤمنين العداوة والبغضاء؛ لأنه جرت عادة الناس أن الأقران إذا أثني على أحدهم فإن الآخر يغضب ويتحسس، فهذا الخبيث يأخذ بيد أبي بكر ويقول: مرحباً بسيد بني تيم، مرحباً بثاني رسول الله في الغار، الباذل نفسه وماله لله ورسوله، ثم يأخذ بيد عمر ويقول: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب مرحباً بـ الفاروق، الباذل نفسه لرسول الله، ثم يأخذ بيد علي ويقول: مرحباً بابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد بني هاشم ما خلا رسول الله.

عبد الحي يوسف

رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

  • 3
  • 1
  • 7,391
المقال السابق
(إن الذين كفروا سواء عليهم أنذرتهم)
المقال التالي
(أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً