مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) } [المعارج]
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ} :
ديدن الكفار الفرح والخيلاء والاغترار بالنفس والدنيا وعلو الصوت والمسارعة في الهجوم على الرسل وأتباعهم وهكذا كان تسارع أهل مكة في الكفر وفرحهم واختيالهم وتيههم بأنفسهم , وإقبالهم على إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وشماله ومواجهته من كل اتجاه أفراداً وجماعات وكأنهم على الحق وكأنهم ضمنوا الجنة والمكانة عند الله وهم أبعد الناس عنها.
قال تعالى:
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) } [المعارج]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى، مبينا اغترار الكافرين: { {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } } أي: مسرعين.
{ {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ } } أي: قطعا متفرقة وجماعات متوزعة ، كل منهم بما لديه فرح.
{ {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } } بأي: سبب أطمعهم، وهم لم يقدموا سوى الكفر، والجحود برب العالمين.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: