أحكام الطهارة - (3) آداب قضاء الحاجة
قضاء الحاجة كناية عن التبرز في الخلاء أو في المكان المعد لذلك، وقد شرع الإسلام لھا آداباً ينبغي للمسلم مراعاتھا، لكي يسمو بنفسه عن العادات الممقوتة، والطباع المرذولة التي عليھا أكثر الناس في ھذا الزمان.
قضاء الحاجة كناية عن التبرز في الخلاء أو في المكان المعد لذلك، وقد شرع الإسلام لھا آداباً ينبغي للمسلم مراعاتھا، لكي يسمو بنفسه عن العادات الممقوتة، والطباع المرذولة التي عليھا أكثر الناس في ھذا الزمان.
ومن ھذه الآداب:
1- البعد عن الناس والاستتار عنھم بحيث لا يراه ولا يسمع صوته أحد، فعن أبي ھريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع ً كثيبا من رمل فليستدبره، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم» من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج" رواه أحمدوأبو داود. والأمر محمول على الندب، فإن علم أن الناس لا يرونه، أو لم يجد ما يستتر به فلا حرج.
2- الاستعاذة قبل الجلوس لقضاء الحاجة أو قبل دخول المكان المخصص لذلك، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال: «اللھم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»، والخبث ذكور الشياطين والخبائث إناثھم، وإنما يقول العبد ذلك؛ لأن أماكن قضاء الحاجة غالباً ما تكون مأوى الشياطين.
3- دخول المرحاض باليسرى والخروج منه باليمنى.
4- عدم استصحاب ما فيه ذكر الله، وينبغي على المسلم أن لا يصطحب معه إلى مكان قضاء الحاجة ما فيه ذكر الله كمصحف وخاتم إلا إذا خاف عليه الضياع، فعن أنس رضي الله عنه قال: "إن الرسول صلى الله عليه وسلم لبس خاتماً نقشه محمد رسول الله، فكان إذا دخل الخلاء وضعه." أخرجه الحاكم.
5- عدم الكلام والذكر باللسان، فلا ينبغي على المسلم أثناء قضاء الحاجة أن يرد سلاماً أو يجيب مؤذناً، وإذا عطس قال الحمد بقلبه لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتھما يتحدثان فإن الله يمقت على ذلك» أخرجه أحمد وأبو داود.
6- عند الانتھاء من قضاء الحاجة يستحب أن يقول: «الحمد الله الذي أذھب عني الأذى وعافاني» أو ليقل: «غفرانك»؛ لأن النبي صلى لاله عليه وسلم كان يقول ذلك.
7- يكره له التخلي في الطريق والظل لقوله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا اللاعنين» قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: «الذي يتخلى في طريق الناس وظلھم» (رواه أحمد ومسلم).
8- يكره التبول في المكان الذي يستحم فيه، إلا إذا كان الحمام فيه بالوعة، وأمن على نفسه رشاش الماء لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولن أحدكم في مستحمه، ثم يتوضأ، فإن عامة الوسواس منه» " (رواه مسلم وغيره).
9- كراھية البول في الماء الراكد الذي لا يجري، ليظل طاھراً ينتفع الناس به، قال جابر نھى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد" رواه مسلم
10- كراھة البول قائماً، لأنه يتنافى مع الأدب والمروءة ومحاسن العادات، وما روى حذيفة "أن رسول الله أتى إلى سباطة قوم (أي ملقي القمامة والتراب) فبال قائماً"، فمحمول على الجواز ولكنه لا ينفي الكراھة؛ لأن ھذا الفعل لم يتكرر منه، وربما لم يقع منه إلا ھذه المرة، ولعله كان مضطراً؛ لأن الموضع الذي بال فيه كان مستقذراً لا يسمح بأن يجلس الرجل فيه ويرمي بثوبه وراءه يستتر به كعادة من يقضي حاجته في الخلاء، ولذلك فإن قول عائشة رضى الله عنھا، من حدثكم أن رسول الله بال واقفاً فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا جالساً" فھو مبني على ما علمت، وحديث حذيفة يفيد الجواز.
11- التحرز من رشاش البول، ينبغي للمسلم أن يتحرى المكان الذي يقضي فيه حاجته بحيث لا يصيبه من النجاسات شيء، فلا يبول في المكان الصلب، ولا يبول قائماً إلا لضرورة، فإن المحافظة على طھارة الثوب والبدن واجبة، وإن عدم التحرز من البول يوجب عذاب القبر لحديث أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تنزھوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه»" وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: «إنھما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدھما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» (رواه الجماعة).
12- عدم استقبال القبلة واستدبارھا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا جلس أحدكم لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرھا» (رواه أحمد ومسلم). لكن ھل النھي للكراھة أو للتحريم؟ وھل النھي عام في جميع الأماكن؛ في مكة والمدينة والصحراء والبيوت؟ أم ھو خاص بمن يرى الكعبة وليس بينه وبينھا ساتر؟ فيه خلاف كبير بين العلماء.
تلخيصات: فريق عمل إسلام واي
- التصنيف:
- المصدر: