مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إذا السماء انشقت
{إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)} [الانشقاق]
{إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ }
يصف لنا سبحانه بعض التغيرات الكونية الهائلة التي تجري يوم القيامة بإذن ربها, فهذه السماء تنشق وتنفطر, وتنكشف عنها أغطية هائلة تظهر ما لم يكن بالحسبان وقد تناثرت النجوم وتوالت الانفجارات والانهيارات الكونية,إذ أذعنت السماء بما ومن فيها لأمر ربها وانصاعت.
والأرض تغيرت وحولت وتمددت وأخرجت كل ما بداخلها من أموات بعثهم الله ومن كنوز مخفيه, ليسع امتدادها جميع الخلق منذ أن خلق الله آدم عليه السلام, إذ أذعنت الأرض بما ومن فيها لأمر ربها وانصاعت.
قال تعالى:
{إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)} [الانشقاق]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى مبينًا لما يكون في يوم القيامة من تغير الأجرام العظام: { {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} } أي: انفطرت وتمايز بعضها من بعض، وانتثرت نجومها، وخسف بشمسها وقمرها.
{ { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} } أي: استمعت لأمره، وألقت سمعها، وأصاخت لخطابه، وحق لها ذلك، فإنها مسخرة مدبرة تحت مسخر ملك عظيم، لا يعصى أمره، ولا يخالف حكمه.
{ { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} } أي: رجفت وارتجت، ونسفت عليها جبالها، ودك ما عليها من بناء ومعلم، فسويت، ومدها الله تعالى مد الأديم، حتى صارت واسعة جدًا، تسع أهل الموقف على كثرتهم، فتصير قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا.
{ { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } } من الأموات والكنوز.
{ {وَتَخَلَّتْ} } منهم، فإنه ينفخ في الصور، فتخرج الأموات من الأجداث إلى وجه الأرض، وتخرج الأرض كنوزها، حتى تكون كالأسطوان العظيم، يشاهده الخلق، ويتحسرون على ما هم فيه يتنافسون. { {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} }.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: