إلى متى الانتظار؟
لابد أن تسأل نفسك لماذا استطاع غيرك ممن عاشوا ظروفا مثل ظروفك أو أسوأ أن يجدوا مخرجا من دهاليز الابتلاء، ويسمحوا للنور أن يضيء حياتهم ؟
كثيرون هم الذين يعيشون أسارى للماضي أو الحاضر، يكبلهم ويمنعهم من الانطلاق نحو فضاء الإبداع الرحب.
كم كان بإمكانهم تحويل المحنة إلى منحة، ولكنهم استسلموا وخضعوا لظروفهم دون محاولة لتجاوزها والتغلب عليها.
تركوا زمام أنفسهم وحياتهم لغيرهم يوجهونها كيف شاؤوا - بأفعالهم وأقوالهم - دون أن يحركوا ساكنا، سجنوا أنفسهم في سجون الحزن والعجز، فكل ما يصيبك - حتى وإن ظننت أنه محنة - ماهو إلا منحة ربانية عظيمة، ولكن لن تأتي هذه المنح دون أن تسعى لها وتجتهد وتنفض عنها الغبار، لن تأتي إلا إذا كنت صلبا قويا واثقا في نفسك وقدراتك، لديك طموح ورغبة حقيقية للانطلاق، تحسن الظن بربك وترجو عطاءه الذي لا حدود له.
لابد أن تسأل نفسك لماذا استطاع غيرك ممن عاشوا ظروفا مثل ظروفك أو أسوأ أن يجدوا مخرجا من دهاليز الابتلاء، ويسمحوا للنور أن يضيء حياتهم ؟
أتعرف لماذا؟ لأن المهم ليس ما يحدث لك في حياتك، لكن المهم هو كيف يكون رد فعلك على ما يحدث، كيف تستثمره ليكون لك حاضر ومستقبل مشرق، أن تتجاوزه ولا تقف عنده، أنت قادر على أن تنحت الصخر مادام عندك ساعدين قويين، لديك عقل يفكر فتستطيع أن تبدع لو أردت، لديك رب كريم عظيم يجازي الصابرين، يعينك إذا استعنت به، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان» [رواه مسلم]
كم من تفاحة سقطت أمام أعين الآلاف من البشر لكن واحدا فقط هو من كان سقوط التفاحة سببا لاكتشافه الجاذبية الأرضية ودراستها، ابحث عن تلك التفاحة التي ستغير حياتك بعين فاحصة، فما أكثرها حولك.
لو عاد بنا الزمان لنسأل من عاشوا قبلنا هل تتخيلون أن يأتي يوم يصل البشر فيه إلى القمر، أو أن تكلموا أحدا في مشرق الأرض وأنتم في مغربها لاتهمونا بالجنون، لكن كل المخترعات بدأت بحلم، وكل نجاح بدأ بفكرة.
فلماذا لا تكون لك أحلام، و لماذا لا تسعى لتحقيقها كما سعوا؟
يقول تعالى : {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فإذا أردت تغيير حالك فعليك أن تبدأ بتغيير نفسك، فإلى متى الانتظار؟
- التصنيف: