لماذا نُبتلى بالكورونا
وكما أصبح قوم نوح لا يلدون إلا فاجراً كفاراً، وجب تطهير الأرض منهم جميعا بالطوفان. وكما تصايحت ثمود ونادت صاحبها فتعاطى فعقر، كان هلاكهم بالصيحة.
كتب الأستاذ/هاني مراد
يجزي الله تعالى عباده أو يبتليهم بجنس أعمالهم؛ كما قال تعالى: " {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} " فلأن آكل الربا، يطمع في زيادة ماله بما ليس له، يعاقبه الله بالمحق. ولأن معطي الصدقة، يؤثر غيره ويتنازل عن حق نفسه، يزيد تعالى صدقته، ويبارك ماله.
ولأن فرعون كان يقول: " {وهـذه الأنهار تجري من تحتي} "، فقد عاقبه تعالى بالغرق، ولأنه كان يقول: " {أنا ربكم الأعلى} "، فقد جعل موته أسفل البحر!
وكما أصبح قوم نوح لا يلدون إلا فاجراً كفاراً، وجب تطهير الأرض منهم جميعا بالطوفان. وكما تصايحت ثمود ونادت صاحبها فتعاطى فعقر، كان هلاكهم بالصيحة.
ولأن عاداً كانت تفخر بقوتها وتسأل: " {من أشدّ منّا قوة} " فقد أهلكوا بالريح، ولم تثبت قوتها لمجرد ريح، لا تُرى بالعين.
ولمّا كان جيش أبرهة يفاخر بأعداده الهائلة، وبالفيل الضخم الذي جلبه لهدم الكعبة، سلط الله عليه الطيور الضعيفة بأعداد هائلة، وجعل جيشه كعصف مأكول. ولأن قوم لوط قلبوا الفطرة، فقد قلب الله تعالى عليهم مدنهم، وجعل عاليها سافلها.
وهذا الفيروس تذكرة منه تعالى وابتلاء لهذه البشرية الجاحدة التي طغت بحروب الذرة الفتّاكة، وتفاخرت بأسلحة الدمار الشامل، وعزلت المسلمين في معسكرات اللاجئين والتطهير العرقي، ولم تكد تترك بلدا إلا أشعلت فيه الحرب، وتفاخرت بدقة كشوفها، وأسلحتها، واختراعاتها التي لا تُرى بالعين، وبعولمة اقتصادها وسيطرته على العالم كله، فكان ذلك الفيروس الذي يفتك بالحياة، وينتشر في كل بلد، ولا يُرى بالعين، ويعزل المصابين، أنسب تذكرة وعقاب لهذه البشرية، من جنس عملها، وليكون ابتلاء للمؤمنين وعذابا للكافرين.
- التصنيف: