علمتنى خديجة رضى الله عنها
علمتنى خديجة كيف تكون المرأة صاحبة رسالة مؤمنة بالدور الذى تؤديه مهما كلفها من تضحيات حين صبرت على محنة حصار الشعب مع النبى صلى الله عليه وسلم
علمتنى أن السعادة ليس لها سن وأن الله قد يعوض الإنسان بعد صبر على محنة فقد الزوج والوحدة بأكثر مما يتخيل كما عوضها بسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم
علمتنى أن الرجل قد يعجبه جمال المرأة الظاهرى لكنه يمقتها إذا كان جمال بلا عقل فزينة المرأة الحقيقة فى حكمتها ورشدها فجمال بلا عقل جسد بلا روح فحكمة المرأة تمكن لها من قلب زوجها لتكن خديجه قدوة لفتيات هذا الجيل التى تهتم بتزين الظاهر دون الباطن
علمتنى أنه قد تُعجب المرأة بصفات حميدة فى الرجل فتُلمح بذلك على استحياء ولا ينقص ذلك من قدرها ولا يعيبها المجتمع أذلك خيرٌ أم ما نراه الان من مفاهيم خاطئة لدى بعض الفتيات أنه لابد أن تخرج مع الشاب وتدرس شخصيته وتعيش معه قصة حب فى غياب الأهل ثم تقرر هل تتزوجه أم لا ؟
علمتنى خديجة بكلماتها المشهورة حين رجع إليها النبى صلى الله عليه وسلم فأخبَرَها خبر الوحى وقال: (( «لقد خشيتُ على نفسي» !))،فقالت له رضي الله عنها: "كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا وبدأت تذكره بصفاته الطيبة وأخلاقه الحميدة
" إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"؛ علمتنى بذلك أن تزكى الزوجة فى زوجها الصفات الطيبة وتدعمه فى وقت الأزمة ولا تُذكره بعيوبه طوال الوقت وتلوم عليه أنه لو فعل كذا ما كان كذا وأن تقدر طموحاته وتعينه على الخير ولا تقلل من قدر ه وتحبط أحلامه خاصة وإن كان الهدف منها الصلاح للأسرة والمجتمع من حوله
كما علمتنى أن تعين الزوجة زوجها على بر أهله ولا تكون سبب فى قطيعه رحمه حين قبلت أن يُربى على بن أبى طالب فى بيتها ليس كما نرى الآن أن الزوجة لا تقبل بوجود أم الزوج معها فى بيت واحد ثم يشتكون من قلة البركة فى البيوت لما فعلتموه من قطيعة رحم وتظن المرأة أنها فازت بزوجها .
ولذلك حق أن يتذكرها النبى صلى الله عليه وسلم بعد وفاتها بالثناء عليها ففى الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: «استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة، على رسول الله، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك فقال: "اللهم هالة!" فغرت فقلت: "ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر أبدلك الله خيرا منها؟" فتغير وجهه عليه الصلاة والسلام وزجر عائشة غاضبا: "والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بما لها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء» " فالزوجه بحق تعرف وقت الشدائد بمساندتها لزوجها فتستحق أن تكون الحب الحقيقى فى حياته
علمتنى خديجة أن أكون سبَاقة للخير كما كانت هى من أوائل من سبق للإسلام لأنال درجة " {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } " [الواقعة ] وأن يكون بيتى قبلة للمسلمين كما فعلت عندما كانت تستقبل كل من يريد التعرف على الإسلام والدخول فيه
علمتنى خديجة كيف تكون المرأة صاحبة رسالة مؤمنة بالدور الذى تؤديه مهما كلفها من تضحيات حين صبرت على محنة حصار الشعب مع النبى صلى الله عليه وسلم حين حاصرتهم قريش اقتصادياً وقطعت كل الصلات عنهم فى الشعب ثلاث سنوات حتى أكلوا ورق الشجر كم كانت مؤمنة بأنها على الحق ماذا لو كان النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا التوقيت متزوجاً من فتاة صغيرة فى السن تُرى هل كانت تحتمل ما احتملته خديجة رضى الله عنها ؟
فمن احتملت مشاق الدعوة فى بدايتها وتفهمت المسئولية التى كانت على عاتق النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك الوقت حق أن تكون من الكاملات الأربع فى الدنيا فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( «كمُل من الرجال كثير ولم يكمُل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون» ..... ) [صحيح البخاري]
و أن يبشرها ربها ببيت من لؤلؤ فى الجنة كما فى الحديث اتَى جبريلُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنةِ من قصبٍ لا صَخَبَ فيهِ ولا نصب " فهنيئاً لها البشرى وهى تمشى على الأرض دمت لنا قدوة حسنة يا أمنا خديجة رضى الله عليك وأرضاك
إيمان الخولى
- التصنيف: