مع الحبيب صلى الله عليه وسلم - صلح الحديبية وآفاق جديدة للدعوة
كما تقلصت رقعة العداء العربي للإسلام الناشيء خاصة بعد مهادنة قريش صاحبة الزعامة الدينية وتسليمها بالأمر الواقع بل وإسلام معظم كبراءها, فلم يبق سوى غل اليهود وحقدهم وقد تركزوا في خيبر.
صلح الحديبية وآفاق جديدة للدعوة
فتح صلح الحديبية آفاق جديدة لدعوة الإسلام فبدأ صلى الله عليه وسلم في مخاطبة ملوك العالم ودعوتهم إلى الإسلام وطلب التخلية بينه وبين الشعوب يدعوهم إلى الله, فمنهم من أجاب ومنهم من ثبت على الكفر.
كما تقلصت رقعة العداء العربي للإسلام الناشيء خاصة بعد مهادنة قريش صاحبة الزعامة الدينية وتسليمها بالأمر الواقع بل وإسلام معظم كبراءها, فلم يبق سوى غل اليهود وحقدهم وقد تركزوا في خيبر.
قال المباركفوري في الرحيق المختوم:
إن صلح الحديبية كان بداية طور جديد في حياة الإسلام والمسلمين، فقد كانت قريش أقوي قوة وأعندها وألدها في عداء الإسلام، وبانسحابها عن ميدان الحرب إلى رحاب الأمن والسلام انكسر أقوي جناح من أجنحة الأحزاب الثلاثة ـ قريش وغَطَفَان واليهود ـ ولما كانت قريش ممثلة للوثنية، وزعيمتهم في ربوع جزيرة العرب انخفضت حدة مشاعر الوثنيين، وانهارت نزعاتها العدائية إلى حد كبير، ولذلك لا نري لغطفان استفزازاً كبيراً بعد هذه الهدنة، وجل ما جاء منهم إنما جاء من قبل إغراء اليهود.
أما اليهود فكانوا قد جعلوا خيبر بعد جلائهم عن يثرب وكرا للدس والتآمر، وكانت شياطينهم تبيض هناك وتفرخ، وتؤجج نار الفتنة، وتغري الأعراب الضاربة حول المدينة، وتبيت للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، أو لإلحاق الخسائر الفادحة بهم، ولذلك كان أول إقدام حاسم من النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا الصلح هو شن الحرب الفاصلة على هذا الوكر.
ثم إن هذه المرحلة التي بدأت بعد الصلح أعطت المسلمين فرصة كبيرة لنشر الدعوة الإسلامية وإبلاغها، وقد تضاعف نشاط المسلمين في هذا المجال، وبرز نشاطهم في هذا الوجه على نشاطهم العسكري ؛ ولذلك نري أن نقسم هذه المرحلة إلى قسمين:
1 ـ النشاط في مجال الدعوة، أو مكاتبة الملوك والأمراء.
2 ـ النشاط العسكري.
وقبل أن نتابع النشاط العسكري في هذه المرحلة، نتناول موضوع مكاتبة الملوك والأمراء ؛ إذ الدعوة الإسلامية هي المقدمة طبعاً، بل ذلك هو الهدف الذي عاني له المسلمون ما عانوه من المصائب والآلام، والحروب والفتن، والقلاقل والاضطرابات. أ هـ
#أبو_الهيثم
#مع_الحبيب
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: